يواصل المغرب تصدره لقائمة أكبر مستوردي الشاي الصيني، ما يعكس مكانة هذا المشروب في العادات الاستهلاكية المحلية. وبحسب بيانات إدارة الجمارك الصينية، التي نشرتها وكالة “إنترفاكس” الروسية، بلغت قيمة واردات المغرب من الشاي الأخضر الصيني نحو 47.9 مليون دولار خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري، متقدماً بفارق كبير على باقي الدول الإفريقية. وتأتي غانا في المرتبة الثانية باستيرادها ما قيمته 17.5 مليون دولار، تليها السنغال بـ 11.8 مليون دولار، ثم موريتانيا بـ 9.5 ملايين دولار.
وفي نظرة أوسع، تشير الإحصائيات إلى أن صادرات الصين من الشاي إلى القارة الإفريقية تجاوزت 108 آلاف طن خلال النصف الأول من عام 2024، بقيمة إجمالية بلغت 362 مليون دولار، مسجلةً نموًا سنويًا بنسبة 4%. واستحوذ الشاي الأخضر على النصيب الأكبر من هذه الصادرات، حيث مثل أكثر من 99% من إجمالي الكمية الموجهة للأسواق الإفريقية، بينما كانت حصة الشاي الأسود وأنواع أخرى هامشية. كما بدأت السوق الصينية في استقبال كميات متزايدة من الشاي الإفريقي، حيث سجلت وارداتها نمواً بنسبة 8% على أساس سنوي، متجاوزة 11 مليون دولار.
ويعكس الطلب الكبير على الشاي الصيني في المغرب دوره الأساسي في الحياة اليومية للمغاربة، سواء في المناسبات العائلية أو الجلسات التقليدية. وخلال عام 2023، استوردت المملكة أكثر من 59 ألف طن من الشاي الصيني، بقيمة قاربت 190 مليون دولار، مع استمرار هيمنة الشاي الأخضر بنسبة 99% من إجمالي الواردات. وتأتي معظم الشحنات من مقاطعة تشجيانغ، التي تعد أبرز مصدر للشاي المغربي داخل الصين، متبوعة بمقاطعة هوبي ومناطق أخرى. وفي ظل استمرار ارتفاع معدلات الاستيراد، تبدو العلاقة التجارية بين البلدين في قطاع الشاي مرشحة لمزيد من النمو، خاصة مع توجه المغرب نحو تعزيز شراكاته الاقتصادية مع الصين والاستفادة من خبراتها في هذا المجال.
