في ظل الانتعاش المتواصل الذي يشهده القطاع السياحي حققت السياحة المغربية أداء استثنائيا مع نهاية مارس 2025، حيث استقبلت المملكة أربعة ملايين سائح ما يمثل نموا بنسبة 22 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وذلك وفقا لمعطيات رسمية صادرة عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وفي هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق في تصريح لموقع THE PRESS أن المغرب حقق خلال السنتين الأخيرتين أرقاما قياسية غير مسبوقة، تجاوز فيها عدد السياح 17 مليونا مشيرا إلى أن التقديرات الحالية تشير إلى إمكانية بلوغ 20 مليون سائح في أفق 2025 و2026، مع وضع هدف طموح يتمثل في استقطاب أكثر من 30 مليون سائح بحلول سنة 2030.
وأوضح الأزرق أن هذه التوقعات المتفائلة تبقى مشروطة بتطور السياق الاقتصادي الدولي الذي يشهد في الآونة الأخيرة توترا جراء قرارات اقتصادية كبرى، أبرزها تلك المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي والتي قد تؤثر إن استمرت على الأداء السياحي المغربي على المدى المتوسط والبعيد، من خلال تراجع محتمل في جودة الخدمات والمنتجات السياحية، وما قد يترتب عن ذلك من تحديات اقتصادية.
وأضاف المتحدث ذاته أن ما نعيشه اليوم من أرقام قياسية هو مؤشر على انتعاش فعلي في القطاع انعكس بشكل مباشر على ارتفاع تدفقات الاستثمارات السياحية، وخلق فرص شغل جديدة في محاولة لتعويض الخسائر التي عرفتها قطاعات حيوية كالفلاحة والعقار معتبرا أن السياحة باتت ينظر إليها كـ”قطاع منقذ” للاقتصاد الوطني بفضل إسهامها في رقم المعاملات ومناصب الشغل.
كما أشار الخبير الى أن القطاع السياحي يظل هشا بحكم ارتباطه بالسياقات العالمية مما يستدعي استعدادا دائما لمواجهة التحديات، كما دعا إلى تسريع وتيرة إنجاز البنى التحتية والوحدات الفندقية وفتح المجال أمام الاستثمارات الداخلية والخارجية، لتوسيع العرض الفندقي بما يستجيب للطلب المتزايد على الوجهة المغربية.
وأكد الازرق على أهمية تنويع الأسواق المستهدفة، خاصة في اتجاه الولايات المتحدة، كندا، أمريكا اللاتينية، وشرق آسيا، وهي وجهات لا يزال المغرب يواجه فيها صعوبات تتعلق بالنقل الجوي وتكوين الموارد البشرية، مما يتطلب رؤية استراتيجية شاملة للنهوض بالقطاع.