حققت السياحة المغربية قفزة نوعية خلال سنة 2025، بعدما استقبلت المملكة 15 مليون سائح حتى نهاية شهر شتنبر الماضي، في رقم قياسي يؤكد الانتعاشة القوية التي يعيشها القطاع بعد سنوات من التحديات العالمية. ويمثل هذا الرقم ارتفاعا بنسبة %14 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس ثقة متزايدة في الوجهة المغربية وتنوع عروضها السياحية.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أكدت, أول أمس الإثنين 20 أكتوبر 2025, فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني, أن هذه الدينامية لم تقتصر على عدد الوافدين فحسب، بل شملت كذلك العائدات بالعملة الصعبة التي بلغت 87.6 مليار درهم إلى غاية نهاية غشت الماضي، بزيادة سنوية قدرها %14. وأبرزت الوزيرة أن هذه النتائج تكرس السياحة كرافعة أساسية للاقتصاد الوطني ومصدرا مهما لجذب الاستثمارات وخلق فرص الشغل.
وأوضحت عمور أن تحقيق هذه النتائج جاء ثمرة “التنزيل الفعلي” لخارطة طريق السياحة الجديدة، التي اعتمدت مقاربة قائمة على تحسين تجربة الزبون وتنويع العروض على مستوى الجهات. وتشمل الخارطة تسع سلاسل موضوعاتية وخمس سلاسل أفقية تغطي مختلف أنواع السياحة من الشاطئية والثقافية إلى الجبلية والبيئية، مما يتيح لكل جهة إبراز مؤهلاتها الخاصة ضمن رؤية متكاملة للتنمية السياحية.
وفي ما يتعلق بتحفيز الاستثمار، كشفت الوزيرة عن آليات تمويل مبتكرة أبرزها برنامج “CAP HOSPITALITY” لتأهيل وتجديد مؤسسات الإيواء السياحي، الذي يوفر قروضا بدون فوائد تغطي استثمارات تتراوح بين 3 و100 مليون درهم. كما أشارت إلى برنامج “GO SIYAHA” الموجه لمشاريع الترفيه السياحي بغلاف إجمالي يبلغ 720 مليون درهم، والذي يهدف إلى دعم 1700 مقاولة سياحية في أفق 2026، إلى جانب استفادة القطاع من الميثاق الجديد للاستثمار وصندوق محمد السادس للاستثمار.
أما في ما يخص السياحة القروية، فقد أكدت عمور أنها تمثل أولوية خاصة ضمن السياسة السياحية الوطنية، بالنظر إلى الإقبال المتزايد عليها من طرف السياح المغاربة والأجانب. وتم تخصيص ثلاث سلاسل موضوعاتية لهذا المجال، تشمل الطبيعة والرحلات في الهواء الطلق، والصحراء والواحات، والسياحة الداخلية المرتبطة بالطبيعة. كما أعلنت عن إطلاق برنامج لتثمين 16 قرية سياحية بميزانية تصل إلى 188 مليون درهم، يهدف إلى تطوير البنية التحتية المحلية ودعم التكوين المهني للمرشدين السياحيين، بما يسهم في جعل القرى المغربية وجهات جاذبة ومستدامة.