السفيرة السودانية بالرباط تكشف في مؤتمر صحفي تفاصيل مأساوية عن الأوضاع في مدينة الفاشر

عقدت سفيرة جمهورية السودان لدى المملكة المغربية، السيدة مودة عمر حاج التوم، مؤتمرا صحفيا مساء اليوم الأحد بالعاصمة الرباط، تناولت فيه تطورات الأوضاع في مدينة الفاشر التي تشهد حصارا خانقا منذ أكثر من عام تفرضه مليشيا الدعم السريع المتمردة. وأوضحت السفيرة أن الحصار شل الحياة في المدينة ومنع وصول الغذاء والدواء، مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة. وذكرت أن المليشيا نفذت أكثر من مئتين وسبعة وستين هجوما باستخدام أسلحة محظورة دوليا، في تحد واضح لقرار مجلس الأمن رقم 2736 الصادر عام 2023 الذي طالب برفع الحصار فورا.

وأكدت سفيرة السودان أن هذه الاعتداءات لم تكن معزولة عن دعم خارجي منظم، إذ زودت الحكومة السودانية مجلس الأمن بأدلة موثقة تثبت استعانة المليشيا بمرتزقة أجانب من دول الجوار وأمريكا اللاتينية، بدعم من دولة إقليمية معروفة. وأوضحت أن هذه الأطراف تسعى إلى زعزعة استقرار السودان عبر تمويل وتسليح الجماعات المتمردة، مشيرة إلى أن ذلك يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويهدد الأمن الإقليمي.

كما عرضت السيدة السفيرة تفاصيل مروعة عن الجرائم التي ارتكبتها المليشيا بعد دخولها الفاشر، حيث اجتاحت معسكري زمزم وأبوشوك للنازحين ونفذت عمليات تصفية جماعية بحق المدنيين، واقتحمت المستشفيات وقتلت المرضى والجرحى بدم بارد. واستشهدت بتقارير منظمة الصحة العالمية وشبكة أطباء السودان التي أكدت مقتل أكثر من 460 شخصا داخل المستشفيات، وتجاوز إجمالي الضحايا ألفي قتيل معظمهم من النساء والأطفال. وأضافت أن أكثر من 33 ألف نازح اضطروا إلى الفرار سيرا على الأقدام لمسافة طويلة نحو مدينة طويلة، في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة.

كما أشارت السيدة السفيرة إلى أن المليشيا وسعت نطاق جرائمها لتشمل مدنا أخرى مثل بارا في شمال كردفان، حيث شهدت عمليات قتل ونهب وتصفية عرقية واسعة، إلى جانب استهداف منشآت مدنية واستراتيجية في ولايات أخرى، من بينها مطار الخرطوم وخزانات المياه ومحطات الكهرباء. وأكدت أن هذه الممارسات تمثل نهجا ممنهجا لتدمير مؤسسات الدولة وتقويض الأمن القومي السوداني.

وفي ختام المؤتمر، دعت سفيرة السودان المجتمع الدولي إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية ومعاقبة الجهات التي تدعمها، مؤكدة التزام الحكومة السودانية بالسلام العادل والشامل، وأن أي تفاوض لن يتم إلا بعد استسلام المليشيا الكامل وتسليم أسلحتها. وختمت بتأكيد أن مأساة الفاشر ليست أزمة محلية فحسب، بل جرح إنساني يمتحن ضمير العالم ومسؤوليته في حماية المدنيين من ويلات الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

مبابي يتوج بالحذاء الذهبي ويعلن ولاءه لريال مدريد

المنشور التالي

قرعة نارية مرتقبة في دوري أبطال إفريقيا: نهضة بركان ضمن كبار القارة في القبعة الأولى

المقالات ذات الصلة