يفترض ان يكون شهر رمضان ، شهر العبادة و الصيام و كذا التوبة و الاستغفار، حيث يسمو الانسان بأخلاقه ، دينه، وروحه . لكن المفارقة أن معدلات السرقة حافظت على وتيرتها و ارتفاعها في هذا الشهر الفضيل في المغرب مما يجعلنا نتساءل عن دوافع هذه الظاهرة خلال هذا الشهر.
يمكن تفسير السرقة في رمضان من زوايا مختلفة، أبرزها العامل الاقتصادي. فمع ارتفاع الأسعار وزيادة المصاريف خلال الشهر الفضيل، يجد بعض الأشخاص أنفسهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم، مما يدفعهم إلى السرقة كوسيلة للبقاء. ومع ذلك، لا يمكن تبرير كل السرقات بالحاجة، إذ يستغل بعض اللصوص الازدحام في الأسواق والشوارع لارتكاب جرائم النشل والاحتيال، وهو ما يكشف أن الدافع ليس دائمًا الفقر، بل غياب الوازع الأخلاقي والديني.
رمضان ليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب، بل هو تهذيب للنفس وضبط للشهوات، بما في ذلك الطمع في ممتلكات الآخرين. ومع ذلك، فإن تسجيل حالات السرقة في هذا الشهر يدل على وجود فجوة بين الممارسة الدينية الظاهرية والتطبيق الحقيقي لمبادئ الصيام. فالصوم الذي لا ينعكس على سلوك الفرد ويمنعه من ارتكاب المحرمات يظل ناقصًا في جوهره.
لمعالجة هذه الظاهرة، لا يكفي تشديد العقوبات الأمنية فقط، بل لا بد من تعزيز التوعية الدينية وترسيخ قيم الأمانة لدى الأفراد منذ الصغر. كما أن التضامن الاجتماعي يجب أن يكون أكثر حضورًا في هذا الشهر، من خلال دعم الفئات الفقيرة وتوفير بدائل اقتصادية لمن يعانون من الحاجة، حتى لا يكون الفقر ذريعة للسرقة، ولا تكون السرقة مؤشرًا على تراجع القيم في زمن يُفترض أن يكون زمن الرحمة والإحسان.