تواصل أسعار اللحوم البيضاء في المغرب منحاها التصاعدي، ما يثير قلق المستهلكين ويطرح تساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع واستمراره، رغم انقضاء موسم الصيف الذي يعد عادة فترة ذروة في الطلب.
وفي هذا السياق، أوضح عبد الرحمان الرياضي، نائب الكاتب العام للجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، في تصريح لـ The Press، أن “ارتفاع الطلب خلال شهر شتنبر أصبح أمرا معتادا في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تأجيل عدد من المواطنين لحفلات الزفاف إلى هذا الشهر، هربا من ارتفاع تكاليف القاعات ومهنيي تنظيم الحفلات خلال فصل الصيف، إضافة إلى رغبتهم في تفادي تزامن الحفلات مع عطلة الأسر والأسفار”.
وأشار الرياضي إلى أن هذا الطلب المرتفع يصطدم بعرض محدود، مرجعا السبب إلى تراجع الإنتاجية خلال فصل الصيف بسبب الحرارة المفرطة خلال شهر غشت، بالإضافة إلى نقص المياه في الآبار. وأوضح أن “ارتفاع درجات الحرارة يزيد من استهلاك المياه، خصوصا في عمليات تبريد الدواجن، ما دفع العديد من المربين إلى تقليص أعداد الطيور المرباة خلال هذه الفترة”.
أما فيما يتعلق بالإجراءات التي يمكن أن تتخذها الفيدرالية لضمان استقرار الأسعار، فأكد الرياضي أن الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، وكذا الجمعيات التابعة لها، لا تتدخل في السوق، وذلك احتراما لقانون حرية الأسعار والمنافسة، الذي يمنع مثل هذا النوع من التدخلات.
وختم الرياضي تصريحه ل the press بالإشارة إلى أن الأسعار يتوقع أن تبدأ في الانخفاض خلال الأسابيع الأولى من شهر أكتوبر. غير أنه لم يستبعد إمكانية عودة الارتفاع مع حلول شهر دجنبر، تزامنا مع تنظيم كأس إفريقيا للأمم وعطل نهاية السنة، إلى جانب انخفاض الإنتاجية المعتاد خلال هذا الفصل.
