حظي وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، بتكريم خاص خلال مشاركته في النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لمدربي كرة القدم، الذي نظمته الجامعة الملكية الإسبانية لكرة القدم (RFEF) يوم الجمعة 20 يونيو 2025 بالعاصمة مدريد. واستقطب الحدث العالمي أكثر من 550 مدربا وخبيرا من مختلف القارات، وسط حضور وازن لمسؤولين من الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا)، واعتبر حضور الركراكي بمثابة “قيمة مضافة”، بحسب المنظمين، لما يمثله من نموذج لمدرب حديث قادم من إفريقيا برؤية تقنية متكاملة.
وخلال مداخلته في ندوة حوارية جمعت نخبة من الأسماء البارزة، من بينهم مدرب منتخب إسبانيا لويس دي لا فوينتي، والأرجنتيني غوستافو ألفارو، والمعد البدني الشهير “بروف أورتيغا”، عبر الركراكي عن وعيه العميق بحجم المسؤولية التي يتحملها أي مدرب منتخب في بلد يعشق كرة القدم. وقال في هذا الصدد: “نحن نحمل مسؤولية كبيرة، لأن الشغف الجماهيري ضخم. هناك شعب بأكمله يضع آماله في المنتخب، وهذا يحتم علينا أن نكون في قمة الجاهزية والالتزام.”
وقد خصص جزء مهم من المؤتمر لتسليط الضوء على المسار المهني للركراكي، لا سيما إنجازه التاريخي رفقة “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، حين قادهم إلى نصف النهائي كأول منتخب إفريقي وعربي يبلغ هذا الدور. وقد لاقى هذا الإنجاز إشادة واسعة داخل الأوساط الكروية العالمية، جعلت من الركراكي رمزا لتحول كروي لافت في المغرب، ومصدر إلهام للمدربين في العالم العربي وإفريقيا، خاصة مع الجمع بين الصرامة التكتيكية والرؤية الإنسانية للمهنة.
وشكلت هذه الفعالية منصة مهمة لتبادل الخبرات بين مدربين من مدارس كروية متعددة، وتناول النقاش خلالها قضايا محورية في مهنة التدريب مثل التكوين المستمر، تدبير الضغوط، والتحديات الجديدة في كرة القدم العصرية. وقد اعتبر الحضور تكريم الركراكي تتويجا لمسار متصاعد يعكس طموح المغرب في ترسيخ مكانته كقوة كروية صاعدة، بمدربين محليين قادرين على المنافسة في أعلى المستويات الدولية.