حققت صادرات الخيار المغربي إلى إسبانيا طفرة قياسية خلال موسم 2024/2025، حيث تجاوزت قيمتها 21.1 مليون دولار (أزيد من 210 ملايين درهم)، بعد أن صدر المغرب ما يفوق 18 ألف طن من هذا المنتوج نحو السوق الإسبانية. ويعد هذا الإنجاز سابقة في تاريخ المبادلات الزراعية بين البلدين، إذ يمثل ارتفاعا بنسبة 34% مقارنة بالموسم الماضي، وأكثر من ثلاثة أضعاف ما سجل في موسم 2020/2021.
وكشفت منصة “إيست فروت” أن صادرات الخيار المغربي حافظت على معدل نمو سنوي مركب بلغ 33% خلال المواسم الأربعة الأخيرة، ما يعكس استقرارا في هذه الدينامية الإيجابية. وقد ارتفعت حصة إسبانيا من إجمالي صادرات المغرب من الخيار بشكل لافت، منتقلة من 31% في موسم 2021/2022 إلى أزيد من 58% في موسم 2024/2025، لتصبح الوجهة الأولى والرئيسية لهذا المنتوج الفلاحي.
ويتميز الخيار المغربي بجودته العالية وتوافره على مدار السنة، مع بلوغ ذروة التصدير ما بين ديسمبر وفبراير، وهي فترة حساسة يتراجع فيها إنتاج باقي الدول الأوروبية. ففي يناير 2025 وحده، صدّر المغرب نحو 3,500 طن من الخيار إلى إسبانيا، مشكلاً أكثر من 90% من إجمالي وارداتها خلال هذا الشهر. هذا الانتظام في التزويد يمنح المغرب مكانة محورية في ضمان استقرار السوق الإسبانية.
ورغم أن إسبانيا تعتبر من أبرز منتجي ومصدري الخيار عالميا، إلا أنها باتت تعتمد بشكل متزايد على الواردات لتغطية الطلب الداخلي ودعم صادراتها. فقد صدرت إسبانيا خلال موسم 2024/2025 ما يقارب 782 ألف طن من الخيار بزيادة 16%، بينما ظل إنتاجها المحلي مستقرا عند ما بين 700 و750 ألف طن، ما خلق فجوة في الإمدادات يساهم المغرب بفعالية في سدها.
كما أن المنافسة القادمة من دول أوروبية أخرى مثل البرتغال وألمانيا وهولندا لا تزال محدودة أمام التفوق الكمي والنوعي للمغرب. وهو ما يمنح المملكة ميزة تنافسية بارزة، ويعزز موقعها كشريك زراعي استراتيجي لإسبانيا، بل ولأوروبا ككل، في قطاع الخضروات الطازجة.