الحاجة الحمداوية: سيدة العيطة وأيقونة الفن الشعبي المغربي

الحاجة الحمداوية: سيدة العيطة وأيقونة الفن الشعبي المغربي، واحدة من أشهر الأصوات النسائية في المغرب، وُلدت في مدينة الدار البيضاء عام 1930، وارتبط اسمها ارتباطًا وثيقًا بفن “العيطة”، وهو أحد أعرق ألوان الغناء الشعبي المغربي. بدأت مسيرتها الفنية في خمسينيات القرن الماضي، في وقت كان فيه الغناء حكرًا على الرجال، لكنها اقتحمت الساحة بشجاعة، وصوت قوي مفعم بالشجن، لتصبح رمزًا من رموز هذا الفن.

قدّمت الحاجة الحمداوية أغانٍ أصبحت خالدة في الذاكرة المغربية، مثل “داك الشي اللي اعطاك الله”، “منين أنا ومنين أنت”، و”حياني”. وكانت أغانيها تعبر عن واقع الشعب، وتتناول موضوعات الحب، الفراق، الوطن، والمرأة. امتازت بأسلوبها الخاص، إذ كانت تؤدي أغانيها بلون شعبي عفوي، ترافقها الدفوف و”البندير”، ما أضفى على فنها طابعًا أصيلًا ومميزًا.

رغم أن الحاجة الحمداوية عرفت شهرة واسعة داخل المغرب، فإن صوتها تجاوز الحدود ووصل إلى جمهور عربي واسع، خاصة في دول المهجر. كما اعتبرت قدوة لجيل كامل من الفنانات المغربيات، اللواتي استلهمن منها القوة، والهوية الفنية، والجرأة في التعبير عن الذات من خلال الموسيقى الشعبية.

مرت الحاجة الحمداوية بمراحل صعبة في حياتها، لكنها ظلت وفية لفنها حتى بعد تقدمها في السن، وواصلت إحياء الحفلات والمهرجانات داخل المغرب وخارجه. وقد أعلنت في آخر أيامها اعتزالها رسميًا سنة 2020، وسلمت المشعل للفنانة زينة الداودية، في خطوة رمزية تؤكد حبها لفن العيطة وحرصها على استمراريته.

توفيت الحاجة الحمداوية في أبريل 2021، لكن إرثها الفني لا يزال حيًا، يتردد في الأعراس والمناسبات والمهرجانات. كانت أكثر من مجرد مغنية شعبية، بل كانت رمزًا ثقافيًا يعكس عمق التراث المغربي، وصوتًا للمرأة الشعبية التي غنّت للحياة بكل ما فيها من فرح وألم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

كوت ديفوار تعتذر عن تنظيم كأس أمم أفريقيا تحت 20 سنة

المنشور التالي

الملك محمد السادس يترأس حفل إحياء ليلة القدر من القصر الملكي بالرباط

المقالات ذات الصلة