نفذ الجيش الإسرائيلي، صباح يومه الأحد 31 غشت 2025، ضربة جوية استهدفت مواقع تابعة لحزب الله قرب قلعة الشقيف في جنوب لبنان، معلنًا أنها تضم منشآت تحت الأرض رُصد فيها نشاط عسكري. وتزامنت هذه الضربة مع سلسلة غارات عنيفة طالت مناطق حرج علي الطاهر والدبشة في النبطية، حيث أطلقت المقاتلات الإسرائيلية عشرات الصواريخ شديدة الانفجار، ما أدى إلى هزات قوية سُمعت في مناطق بعيدة عن موقع القصف، فيما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان في سماء المنطقة.
الوكالة الوطنية للإعلام أكدت أن القصف ألحق أضرارًا مادية جسيمة في منازل ومحال تجارية ببلدة النبطية الفوقا، حيث تحطمت النوافذ وتصدعت جدران عدد من المباني. يأتي ذلك بعد يومين من مقتل جنديين لبنانيين جراء سقوط طائرة مسيرة إسرائيلية في الجنوب، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي حينها إلى الإعراب عن “الأسف”، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي برعاية أميركية، والذي نص على انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وحصر السلاح بيد القوى الشرعية.
لكن رغم الاتفاق، ما زالت إسرائيل تحتفظ بمواقع استراتيجية في الجنوب وتشن ضربات شبه يومية، فيما صادقت الحكومة اللبنانية مؤخرًا على خطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، خطوة رفضها الحزب مشترطًا وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب القوات من الجنوب قبل أي نقاش بشأن سلاحه. وفي هذا السياق، شددت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس على أن واشنطن تنتظر من السلطات اللبنانية خطوات ملموسة لترجمة تعهداتها إلى أفعال، ما يعكس تعقيدات المشهد الذي يزداد توترًا مع كل تصعيد جديد.
