حلت الأميرة لالة حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، يومه الأحد 4 ماي 2025، ضيفة شرف على المهرجان الدولي للسجاد في العاصمة الأذربيجانية باكو، الذي يشكل منصة للاحتفاء بإرث فني متجذر في وجدان الشعب الأذربيجاني، باعتباره أحد رموز هويته الثقافية.
واحتضنت المدينة التاريخية إتشيري شهر، المصنفة ضمن التراث العالمي، فعاليات هذا المهرجان الذي يُبرز فن نسج السجاد، المصنف من قبل اليونسكو كتراث ثقافي لا مادي للإنسانية منذ عام 2010. ويعكس الحدث التزام أذربيجان بحماية هذا الفن العريق، وإبرازه للعالم كجزء أصيل من حضارته.
ولدى وصولها، كان في استقبال الأميرة عدد من الشخصيات البارزة في مجال الثقافة والصناعات التقليدية، من بينهم أمين محمدوف، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أذر خالتشه، ورأفت محمود، عمدة إتشيري شهر، بالإضافة إلى السفير المغربي في باكو محمد عادل أمبارش، والمدير العام لدار الصانع طارق صديق.
وتجوّلت الأميرة للا حسناء بين أروقة المعرض، متوقفة عند أجنحة عدد من الدول المشاركة، منها كازاخستان، أوزبكستان، تركمانستان، باكستان وتتارستان، حيث اطلعت على تنوع فنون النسيج وتقنيات الحياكة التقليدية. كما زارت مركز الفنون التقليدية الأذربيجاني، الذي يعمل على تأهيل شباب موهوبين في مجالات فنية كالسيراميك، الباتيك، المجوهرات، ونحت الخشب، تأكيداً على أهمية نقل المهارات الحرفية إلى الأجيال المقبلة.
وفي إطار زيارتها لمهرجان السجاد الدولي في باكو، عايشت الأميرة للا حسناء عن قرب عالم السجاد الأذربيجاني، حيث تابعت باهتمام مراحل إنجازه بدءاً من نسجه ومعالجته، وصولاً إلى إبراز تفاصيله الفنية الدقيقة. وقد عكست النماذج التي عُرضت أمامها تنوع المدارس الحرفية عبر مناطق أذربيجان، حيث تميز كل سجّاد بتكوين فني فريد، يمزج بين الأشكال الهندسية المتناغمة، وتدرجات الألوان الزاهية، والرموز الزخرفية العريقة.
كما تعرفت الأميرة على المشروع الفني الرقمي زمن، من تقديم المصممة نرجس أسغروفا، وهو تجربة بصرية مبتكرة تسعى إلى الترويج للتراث الأذربيجاني بأسلوب معاصر. يستعرض هذا العمل التفاعلي الجوانب المعمارية والفنية لمدينة إتشيري شهر، ويعيد إحياء نقوش السجاد التقليدي بروح رقمية، موجهة لجمهور يبحث عن تجربة ثقافية غامرة.
ويأتي هذا المعرض الرقمي في سياق مزدوج من الاحتفاء الذكرى الـ25 لإدراج إتشيري شهر ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والذكرى الـ15 لتصنيف فن نسج السجاد الأذربيجاني ضمن التراث الثقافي اللامادي للإنسانية.
وبفضل أنشطته المتنوعة، أصبح مهرجان السجاد محطة سنوية بارزة تكرّم الحرفيين باعتبارهم حماة هذا الفن المتوارث، وتُعيد التأكيد على قيمة التقاليد الحرفية في رسم ملامح الثقافة الأذربيجانية الأصيلة.
