نددت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء 19 غشت 2025، باستمرار إسرائيل في منع دخول الخيام إلى قطاع غزة، على الرغم من أوامر الإخلاء الموجهة للمدنيين وخاصة في مدينة غزة، في ظل حرب مدمرة وحصار خانق يفاقم معاناة السكان. وأكد ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن المنع متواصل منذ خمسة أشهر، وهي فترة شهدت نزوح أكثر من 700 ألف شخص لمرات متعددة.
وأوضح لايركه في إحاطة صحفية بجنيف أن كثيرًا من العائلات اضطرت إلى ترك خيامها خلفها بسبب تكرار النزوح، قائلاً: “ربما حصلوا على خيمة، لكنهم اضطروا للانتقال من دون أن تتاح لهم فرصة أخذها معهم”، ما يعني أنهم يعيشون دوامة مستمرة من التهجير وفقدان المأوى.
وبحسب الأمم المتحدة، تبرر إسرائيل هذا المنع بما تسميه “الاستخدام المزدوج”، معتبرة أن الخيام قد تُستعمل لأغراض عسكرية بسبب أوتادها المعدنية. واعتبر لايركه أن هذه مجرد “إجراءات بيروقراطية إضافية” هدفها عرقلة إدخال المساعدات بدل تسهيلها، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني على الأرض.
وفي موازاة ذلك، كشف مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تُجبر الفلسطينيين على الانتقال إلى مناطق ما زالت تتعرض للقصف، مثل منطقة المواصي جنوب القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والكهرباء والملاجئ. وأكد المتحدث باسم المكتب، ثمين الخيطان، أن أوامر الإخلاء شملت “مئات الآلاف” من المدنيين الذين وجدوا أنفسهم في ظروف لا توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
وبينما تواصل إسرائيل تنفيذ خطتها للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين تحت شعار القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن، يبقى الواقع الميداني على حاله: حصار مشدد، نزوح متكرر، وحرمان مئات الآلاف من أبسط مقومات الإيواء. وهو ما يثير تحذيرات أممية متكررة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.