في خطوة مفاجئة هزّت الأوساط الإعلامية الأميركية، أعلن بيل أوينز، المنتج المخضرم لبرنامج “60 دقيقة”، استقالته من منصبه، مشيراً إلى تعرض استقلاليته لضغوط متزايدة في الأشهر الأخيرة، في ظل الصراع القانوني المحتدم مع الرئيس دونالد ترامب.
ويُعد “60 دقيقة”، الذي تبثه شبكة “CBS News” منذ عام 1968، أحد أعمدة الصحافة الاستقصائية التلفزيونية في الولايات المتحدة، حيث يجذب أكثر من 10 ملايين مشاهد أسبوعيًا. غير أن البرنامج دخل منذ أشهر في مواجهة مفتوحة مع الرئيس الجمهوري، بعدما رفع الأخير دعوى قضائية ضد الشبكة، متهماً إياها بـ”التلاعب” بمقابلة أجراها البرنامج مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
في رسالة وداع بعثها إلى فريقه واطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح أوينز أن الاستمرار في قيادة البرنامج “بروح الاستقلالية التحريرية” أصبح أمراً مستحيلاً. وأضاف: “لقد دافعت عن هذا البرنامج بكل ما أملك من قوة، لكن حان الوقت لأتنحى كي يتمكن من المضي قدمًا”.
الهجوم الذي يشنّه ترامب لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد وصف البرنامج بـ”المتحامل”، وطالب بإلغائه، فيما ذهب مستشاره إيلون ماسك إلى حد المطالبة بسجن فريق البرنامج. وتُعقّد الأزمة محاولة شبكة “CBS News” الاندماج مع “Skydance”، وهي خطوة تستوجب موافقة لجنة الاتصالات الفدرالية التي يترأسها بريندان كار، أحد المقرّبين من ترامب.
وتشير مصادر إعلامية إلى احتمال التوصل إلى تسوية بين الطرفين، لكن أوينز شدد على رفضه تقديم أي اعتذار مهما كانت نتائج المفاوضات، ليضع بذلك نقطة نهاية لمسار امتد لعقود داخل أروقة البرنامج الأشهر في أميركا.