في خضم التوترات الاقتصادية الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برز إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، كمؤيد مخلص سابق لترامب ولكنه أصبح من أبرز المنتقدين لسياساته التجارية. ورغم أنه لم يدن بشكل مباشر الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، إلا أن ماسك عبر عن قلقه من تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد العالمي, حيث نشر ماسك أمس الاثنين مقطع فيديو للاقتصادي الراحل ميلتون فريدمان، الذي يشيد بمزايا التجارة الحرة، في خطوة بدت كاحتجاج غير مباشر على سياسات ترامب الحمائية. كما انتقد ماسك مستشار الرئيس الاقتصادي، بيتر نافارو، معربًا عن استيائه من آراء التي يراها مبنية على غرور أكاديمي غير مجدي.
وعلى الرغم من محاولاته المستمرة للتأثير على ترامب، بما في ذلك مخاطبته شخصيًا لإعادة النظر في الرسوم الجمركية، واجه ماسك فشلًا في تحقيق أي تغييرات. بل، تصاعدت الأمور عندما قرر ترامب فرض رسوم إضافية على الواردات الصينية، وهو ما دفع ماسك إلى التصعيد في مواقفه. ففي تصريحات خلال تجمع افتراضي، أكد ماسك على أهمية بناء شراكات تجارية خالية من التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا، مؤكدًا أن سياسة الرسوم الجمركية لا تتماشى مع مبادئ التجارة الحرة التي يدعمها. وفي وقت لاحق، شن هجومًا قويًا على نافارو، مشيرًا إلى أنه “لم يبنِ شيئًا” خلال مسيرته الاقتصادية.
وتجسد مواقف ماسك الانفصال المتزايد بينه وبين ترامب، حيث عكس موقفه معارضة صريحة للسياسات الاقتصادية التي يراها تهدد الاستقرار المالي العالمي. في ظل هذه الأوضاع، لم يكن ماسك مجرد شخصية اقتصادية تراقب عن كثب، بل أصبح صوتًا معارضًا لسياسات تعتقد أن النتائج السلبية قد تكون أكبر من المنافع التي قد تحققها. ومع انخفاض أسهم “تسلا” وتراجع السوق بشكل عام، بدا أن ماسك يقف في وجه توجهات الإدارة الأمريكية محذرًا من العواقب الكارثية لهذه السياسات على الاقتصاد العالمي.