عرفت السينما المغربية خلال عام 2024 انتعاشا غير مسبوق على مستوى شباك التذاكر، حيث تجاوزت مداخيل الأفلام الوطنية المعروضة في القاعات السينمائية 58.3 مليون درهم، بزيادة قاربت 82% مقارنة مع عام 2023، الذي توقفت فيه الإيرادات عند حدود 31.9 مليون درهم فقط. وحسب مصادر إعلامية فإن هذا الأداء المالي القوي يعكس عودة الثقة تدريجيا في الإنتاج السينمائي المحلي، بعد سنوات من التراجع بسبب تداعيات جائحة كورونا.
ورغم هذا الارتفاع اللافت في المداخيل، عرف عدد الأفلام المغربية المعروضة تراجعا طفيفا، إذ لم يتجاوز 50 فيلما خلال سنة 2024، مقابل 60 فيلما في العام الذي سبقه. غير أن هذا الانخفاض لم يؤثر على حجم الإقبال الجماهيري، بل على العكس، ساهمت جودة الأعمال المنتقاة وتنوعها في جذب جمهور أوسع إلى القاعات السينمائية.
فقد شهد عدد التذاكر المباعة قفزة مهمة، حيث بلغ عدد المشاهدين الذين تابعوا الأفلام المغربية خلال العام أكثر من مليون شخص 1,081,888، مقارنة بـ606,116 متفرجا فقط في عام 2023. ويعكس هذا التحول تنامي رغبة الجمهور المغربي في دعم الإنتاج المحلي، والانفتاح على قصص وشخصيات تعبّر عن واقعهم وهويتهم.
وتربع فيلم “أنا ماشي أنا” للمخرج هشام الجباري على رأس قائمة الأفلام المغربية الأكثر تحقيقا للإيرادات خلال 2024، محققا نحو 13.4 مليون درهم، يليه “زعزوع” بـ7.6 مليون درهم، ثم “على الهامش” بـ7.4 مليون درهم، و“قلب 6/9” بـ7.3 مليون درهم. في المقابل، لم تتجاوز أعلى إيرادات الأفلام المغربية في 2023 مبلغ 8.7 مليون درهم الذي حققه فيلم “ضاضوس”، متبوعا بـ“جوج” 4.9 مليون درهم و“نايضة” 4.5 مليون درهم.
ويجمع عدد من النقاد على أن هذه الطفرة تعكس تطورا ملحوظا في علاقة الجمهور المغربي بالسينما الوطنية، خاصة مع تحسن جودة الإنتاجات وتنوع المواضيع المطروحة. ويرى المتابعون أن هذه المؤشرات الإيجابية قد تشكل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة، تُكرّس فيها السينما المغربية موقعها كمجال فني وثقافي قادر على استقطاب جمهور واسع ومتنوع.
