إسرائيل تعلن استئناف إدخال المساعدات إلى غزة وسط تحذيرات من مجاعة وضغوط دولية متزايدة

أعلنت الحكومة الإسرائيلية، مساء أمس الأحد 18 ماي 2025، استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبري كرم أبو سالم ونيتسانا، بعد تعليق استمر لأكثر من شهرين ونصف. وجاء هذا القرار “بناء على توصيات الجيش الإسرائيلي” وضمن ما وصفه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”الحاجة العملياتية لتوسيع العملية العسكرية”، وذلك في إطار عملية “مركبات جدعون” التي تهدف إلى القضاء على حركة حماس. وبحسب بيان رسمي، فإن إدخال “كمية أساسية من الطعام” يهدف إلى تفادي وقوع مجاعة محتملة في القطاع المحاصر.

ووفق التفاصيل التي نشرها مكتب نتنياهو، تنفذ عملية إدخال المساعدات الإنسانية وفق آلية قائمة تقوم على ثلاث مراحل أساسية أولها التفتيش الأمني الدقيق باستخدام تقنيات متقدمة في منشآت قرب الحدود، يليها نقل الشحنات عبر مناطق عازلة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ثم تسليمها إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية داخل القطاع. ومع ذلك، يظل التحدي اللوجستي قائما بسبب تدمير ما يقارب 70% من شبكة الطرق في غزة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل بنسبة 300%.

ورغم إعلان استئناف المساعدات، أكدت إسرائيل أنها ستمنع “أي سيطرة من طرف حماس على المساعدات الإنسانية وتوزيعها”، في وقت تتهم فيه تل أبيب الفصائل المسلحة بالاستيلاء على 30% من المواد الغذائية عبر الأنفاق. ومن المرتقب أن تستبدل الآلية القائمة خلال الأسابيع المقبلة بآلية توزيع جديدة تحت إشراف “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، تشمل إنشاء 15 مركز توزيع مؤمن يعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان إيصال المساعدات للمدنيين.

وجاء هذا القرار الإسرائيلي في ظل ضغوط دولية كثيفة، لا سيما من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير الخارجية جدعون ساعر تلقى اتصالات مباشرة من عدد من نظرائه الأوروبيين للمطالبة بتسهيل دخول المساعدات, كما نقل مشرعون أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مخاوفهم إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن، ملوحين بإمكانية فرض عقوبات إذا استمر الوضع الإنساني بالتدهور.

وبحسب مصادر أممية، من المتوقع أن يساهم استئناف دخول المساعدات في خفض معدلات سوء التغذية الحاد في القطاع من 40% إلى 25% خلال ستة أسابيع، إذا ما تم الالتزام بالوتيرة المقررة. وتأتي هذه التطورات بعد تحذيرات متصاعدة من منظمات إنسانية دولية حول تفاقم الوضع الإنساني في غزة، محذرة من خطر مجاعة وشيكة نتيجة استمرار الحصار وتعطل قنوات المساعدات خلال الأشهر الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

براغ تتزين بالألوان المغربية في أيام التراث

المنشور التالي

كعبك العالي يحتاج إلى إذن: قانون غريب في بلدة أمريكية

المقالات ذات الصلة