أقر وزير الدفاع الإسرائيلي خطة عسكرية شاملة للسيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط لتنفيذ العملية التي أطلق عليها اسم “عربات جدعون 2”، وذلك في وقت تشهد فيه الساحة السياسية والعسكرية حالة ترقب لرد الحكومة الإسرائيلية على مقترح هدنة جديد. وتزامنت هذه الخطوة مع تصعيد العمليات الميدانية في أحياء مثل الزيتون وتل الهوى والصبرة، ما أدى إلى موجات نزوح جماعية لآلاف الفلسطينيين الذين وصفوا الوضع في المدينة بـ”الكارثي”، حيث يفتقر الكثيرون إلى المأوى والاحتياجات الأساسية.
وفي المقابل، سارعت حركة حماس إلى التنديد بالخطة الإسرائيلية، معتبرة إياها استمرارًا في “سياسة الإبادة” واستهتارًا بالجهود العربية والدولية الساعية لوقف الحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين. ويأتي هذا التصعيد بعد أن وافقت الحركة على مقترح هدنة لمدة ستين يومًا يتضمن تبادلًا للرهائن والمعتقلين الفلسطينيين على دفعتين، مع بدء مفاوضات مباشرة لتمهيد الطريق نحو اتفاق دائم لوقف الحرب. إلا أن إسرائيل ما زالت تشدد على شرط إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة كجزء من أي تسوية مقبلة.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب التي أوقعت حتى الآن عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من المدنيين. فقد أعربت ألمانيا عن رفضها للتصعيد، بينما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي هجوم شامل على غزة “لن يقود إلا إلى كارثة للشعبين”. وفي الداخل الإسرائيلي، يطالب كثيرون بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار خشية تعريض الرهائن المتبقين للخطر، في وقت يحذر فيه المجتمع الدولي من كارثة إنسانية ومجاعة تلوح في الأفق، وسط مشاهد يومية لأسر فلسطينية تتدافع للحصول على مساعدات غذائية تسد رمقها.