أظهرت نتائج استطلاع حديث أجرته شبكة “أفروباروميتر” (المتخصصة في استطلاعات الرأي في أفريقيا) في فبراير 2024، أن الهجرة لا تزال تمثل هاجسا لدى شريحة واسعة من المغاربة، حيث أقر حوالي 26.8% من المشاركين بأنهم فكروا بدرجات متفاوتة في مغادرة البلاد. من بين هؤلاء، عبر 15.9% عن تفكير “كبير” في الهجرة، فيما قال 10.9% إنهم فكروا “إلى حد ما”، مقابل 55.4% أكدوا أنهم لم يفكروا قط في الرحيل عن المغرب.
وأبرز الاستطلاع أيضا أن التفكير في الهجرة يظهر بشكل أوضح بين الرجال وسكان المدن. فقد أفاد 21.1% من الرجال بأنهم يفكرون كثيرا في الهجرة، مقارنة بـ10.7% فقط من النساء. في المقابل، صرحت 62.5% من النساء بأن فكرة الهجرة لم تخطر ببالهن، وهي نسبة تفوق نظيرتها لدى الرجال (48.4%). أما من حيث التوزيع الجغرافي، فتبدو الرغبة في مغادرة البلاد أكثر حضورا في المدن (16.8%) مقارنة بالقرى (12.1%).
وفي ما يتعلق بالوجهات المفضلة، جاءت أوروبا في الصدارة بنسبة 26.2%، خصوصا لدى الرجال (31.9%) أكثر من النساء (20.4%). تلتها أمريكا الشمالية بنسبة 12.3%، ثم أمريكا الجنوبية والوسطى بـ1.4%. أما باقي الوجهات، مثل الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا جنوب الصحراء، فقد سجلت نسبا هامشية. وتنوعت الدوافع بين السعي لتحسين ظروف العمل (22.1%)، الهروب من الفقر (3.1%)، متابعة الدراسة (3.5%)، أو البحث عن فرص تجارية (5.3%).
وعلى صعيد آخر، كشف الاستطلاع عن دعم واسع لحرية التنقل والتجارة في منطقة شمال إفريقيا، حيث عبر 63.4% من المشاركين عن تأييدهم لإزالة القيود على حركة الأشخاص والبضائع بين دول المنطقة، معتبرين أن الخطوة ستعزز التعاون الاقتصادي وتفتح فرصا جديدة للشباب. وسجلت هذه المواقف تقاربا بين مختلف الفئات، من حيث الجنس والموقع الجغرافي، في حين أيد 25.5% فرض قيود لحماية المواطنين، بينما ظل 10.9% من دون رأي واضح في المسألة.