أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الجمعة 26 شتنبر 2026، تعليق نشاطها الطبي في مدينة غزة بعد أن طوقت القوات الإسرائيلية عياداتها، في خطوة وصفتها بالاضطرارية والمؤلمة. وأكد منسق الطوارئ في المنظمة جاكوب غرانجيه أن القرار جاء على عكس ما كانت تسعى إليه المنظمة، نظراً للحاجات الإنسانية المتزايدة، خصوصاً بين الرضع في وحدات رعاية المواليد الجدد والجرحى وأصحاب الأمراض الخطيرة الذين لا يستطيعون التنقل ويواجهون خطراً مضاعفاً على حياتهم.
ويأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق عملياته، إذ طلب من سكان منطقة ميناء غزة والرمال إخلاء منازلهم، معلناً أنه استهدف خلال 24 ساعة أكثر من 140 موقعاً داخل القطاع، شملت مقاتلين مفترضين، ومداخل أنفاق، وبنى تحتية عسكرية. هذه الهجمات، وفق البيانات الإسرائيلية، تهدف إلى شل القدرات القتالية للفصائل المسلحة، لكنها تزيد من معاناة المدنيين المحاصرين داخل القطاع.
في المقابل، أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بمقتل نحو عشرين شخصاً يوم الجمعة وحده، بينهم أحد عشر في مدينة غزة، نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة. ومع تصاعد وتيرة العنف واتساع رقعة الاستهداف، يجد المدنيون أنفسهم بين خطر النزوح القسري وانعدام الخدمات الطبية الحيوية بعد انسحاب المنظمات الإنسانية، ما يزيد من المأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.