تُعد أسمهان واحدة من أعظم الأصوات في تاريخ الغناء العربي، حيث تميزت بصوت ساحر وقدرة استثنائية على الأداء جعلتها فريدة من نوعها. وُلدت أسمهان، واسمها الحقيقي آمال الأطرش، عام 1912 في سوريا لعائلة درزية عريقة، وهي شقيقة الموسيقار فريد الأطرش. بعد اضطرار عائلتها للانتقال إلى مصر، بدأت أسمهان مسيرتها الفنية في سن مبكرة، وسرعان ما أبهرت الجميع بموهبتها الفذة.
اشتهرت أسمهان بصوتها العذب وأدائها المميز الذي جمع بين قوة الطرب الشرقي ورقة الغناء الغربي، مما جعلها تنافس أعظم مطربات عصرها، مثل أم كلثوم وليلى مراد. قدّمت العديد من الأغاني الخالدة التي لا تزال تُردد حتى اليوم، مثل ليالي الأنس في فيينا، إمتى حتعرف، يا طيور، ونويت أداري آلامي.
إلى جانب الغناء، تألقت أسمهان في عالم السينما، حيث شاركت في أفلام مثل انتصار الشباب وغرام وانتقام، وقدمت من خلالهما أداءً متميزًا أظهر موهبتها التمثيلية إلى جانب صوتها الفريد. ولكن على الرغم من نجاحها الفني، كانت حياتها الشخصية مضطربة، حيث واجهت العديد من الأزمات العائلية والعاطفية، إضافة إلى الاتهامات التي طالتها بالتورط في السياسة أثناء الحرب العالمية الثانية.
في 14 يوليو 1944، لقيت أسمهان حتفها في حادث سيارة غامض على طريق القاهرة – رأس البر، في حادث أثار الكثير من الشائعات حول كونه مدبرًا. وبرحيلها المبكر عن عمر 32 عامًا، فقد العالم العربي صوتًا استثنائيًا كان من الممكن أن يحقق المزيد من الإنجازات الفنية.
ورغم قصر مشوارها الفني، إلا أن أسمهان تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى العربية، حيث بقي صوتها رمزًا للرقي والجمال، ولا تزال أغانيها تُردد وكأنها وُلدت لتكون خالدة عبر الأزمان.