تعيش اليابان أزمة متصاعدة في إنتاج الأرز بسبب موجات حر غير معتادة وجفاف شديد ضرب مناطق زراعية محورية ك توهوكو وهوكوركو، حيث سجل أدنى هطول للأمطار منذ 80 عاما، بالتزامن مع درجات حرارة قياسية في غشت، ما أقر سلبا على محصول الأرز الذي يعتمد على المناخ المعتدل في هذا الوقت من السنة.
وتوقعت وزارة الزراعة أن يتضح حجم الأضرار مع حلول موسم الحصاد في الخريف، لكنها لم تستبعد أن تمتد الأزمة لمناطق أخرى إن استمرت الظروف المناخية الحالية. وقد انعكس ضعف الأنتاج على السوق الداخلية، حيث ارتفعت الأسعار بأكثر من 50% خلال عام واحد، وفقا لوكالة بلومبرغ، مما اضطر الحكومة للتدخل بإجراءات عاجلة، كإرسال شاحنات مياه وتشجيع المزارعين على تجاوز القيود القديمة المفروضة على حجم الإنتاج.
الأزمة لم تقتصر على الجانب الزراعي فقط، بل كان لها بعد سياسي، إذ خسر الحزب الحاكم مقاعد مهمة في انتخابات مجلس الشيوخ، خاصة في الأرياف، نتيجة الغضب الشعبي من بطء الاستجابة الحكومية وتراجع الثقة في سياسات الأمن الغذائي.
ورغم تحركات لاحقة مثل التوسع في الزراعة بمناطق أبرد مثل هوكايدو، إلا أن هذه الخطوات وصفت بأنها ردود فعل متأخرة، في وقت تستمر فيه الأسعار بالارتفاع داخليا، خلافا للاتجاه العالمي الذي يشهد تراجعا بفضل وفرة المحاصيل في دول آسيوية، وسط قيود يابانية مشددة على الاستيراد والرسوم الجمركية.
