في اكتشاف علمي مثير يعيد رسم الخط الزمني لتطور الحياة على اليابسة، أعلن باحثون من جامعة فليندرز الأسترالية عن العثور على آثار أقدام متحجرة لكائن شبيه بالزواحف على لوح صخري يعود تاريخه إلى 356 مليون سنة. ووجدت هذه المسارات، التي تتميز بمخالب واضحة، في ولاية فيكتوريا جنوب شرق أستراليا، وتمثل أقدم دليل مباشر حتى الآن على ظهور “السلويات”، المجموعة التي تضم الزواحف والطيور والثدييات. وبذلك يتراجع تاريخ ظهور هذه الكائنات بنحو 35 إلى 40 مليون سنة عما كان يعتقد سابقا.
ولطالما اعتبر أن أقدم السلويات تعود إلى نحو 318 مليون سنة، وفقا لاكتشافات سابقة في كندا، لكن الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة “Nature” تقوض هذا الاعتقاد الراسخ، وتؤكد أن تطور الفقاريات رباعية الأطراف القادرة على الحياة والتكاثر على اليابسة، قد بدأ في وقت أبكر بكثير. وتعد هذه النتائج دليلا إضافيا على أن الانتقال من الحياة في البحار إلى اليابسة قد تم بسرعة أكبر وأوسع انتشارًا مما تصوره العلماء سابقا.
وحسب مصادر إعلامية، يعتقد جون لونغ، أستاذ علم الحفريات في جامعة فليندرز والباحث الرئيسي في الدراسة، أن الكائن الذي ترك هذه الآثار كان يشبه إلى حد كبير الإغوانة، لكنه أصغر حجمًا وأقصر قامة. وأوضح لونغ أن هذه المسارات تمثل “أقدم دليل في العالم على حيوان يشبه الزواحف يسير على اليابسة”، ما يضع أستراليا في قلب المشهد العلمي العالمي كموقع رئيسي لفهم بدايات الحياة البرية وتطور الكائنات البرمائية.
ويكتسب الاكتشاف بعدا إضافيا بالنظر إلى الموقع الجغرافي لأستراليا في تلك الحقبة، إذ كانت جزءا من القارة العملاقة القديمة “غندوانا” التي ضمت أجزاء من إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والهند، ومدغشقر، وشبه الجزيرة العربية. ويرجح الباحثون أن هذه المنطقة قد تكون مهد ظهور السلويات، الأمر الذي يفتح آفاقًا جديدة للبحث في نشأة الكائنات البرية الأولى، ويعيد ترتيب أولويات الحفريات الجيولوجية المستقبلية في نصف الكرة الجنوبي.