في خطوة جديدة تعكس استراتيجية ميتا لتبسيط خدماتها وتوحيد التجربة الرقمية بين مختلف أجهزتها، أعلنت الشركة عن إيقاف تطبيق “ماسنجر” المخصص لأنظمة ويندوز (windows) وماك (macOS) اعتبارا من 15 دجنبر 2025. وابتداء من هذا التاريخ، لن يتمكن المستخدمون من فتح التطبيق أو تسجيل الدخول إليه، حيث ستوجههم الشركة تلقائيا إلى استخدام موقع فيسبوك أو منصة ماسنجر على الويب لمتابعة محادثاتهم.
وأكدت ميتا أن إيقاف التطبيق لا يعني فقدان إمكانية التواصل عبر الحاسوب، إذ يمكن للمستخدمين الاستمرار في الدردشة من خلال تطبيق فيسبوك الرسمي على ويندوز، أو عبر موقعي Facebook.com وMessenger.com، ما يسمح بمواصلة استخدام الخدمة دون الحاجة إلى تطبيق منفصل على سطح المكتب.
ولحماية بيانات المستخدمين قبل حذف التطبيق نهائيا، أوصت الشركة بتفعيل ميزة التخزين الآمن (Secure Storage) التي تضمن حفظ المحادثات بعد الانتقال إلى الويب. ويتم ذلك عبر الدخول إلى الإعدادات، ثم قسم الخصوصية والأمان، واختيار “الدردشات المشفرة من طرف إلى طرف”، وتفعيل خيار التخزين الآمن وتعيين رمز PIN خاص، مما يتيح الوصول الآمن إلى الرسائل من أي جهاز لاحقا.
وحسب مصادر إعلامية, فرغم عدم تقديم ميتا سببا مباشرا وراء القرار، يرى محللون أنه يأتي في إطار تقليص المنصات المنفصلة وتركيز الجهود على تطوير تجربة موحدة وسلسة على الويب والهواتف الذكية. كما أن تراجع استخدام تطبيقات الحاسوب لصالح الأجهزة المحمولة جعل الإبقاء على النسخة المكتبية أقل جدوى من الناحية التقنية والتجارية.
ويعتبر هذا القرار امتدادا لمسار التطوير الذي تتبعه ميتا منذ أعوام، فبعد فصل ماسنجر عن فيسبوك عام 2014 لتقديم تجربة مستقلة، ثم محاولة دمجه مع “إنستغرام دايركت” عام 2020، تعود الشركة اليوم إلى استراتيجية الدمج والتبسيط لضمان كفاءة أعلى وتكامل أكبر بين خدماتها، في انسجام مع التحول العالمي نحو التطبيقات المعتمدة على المتصفح والمدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.