أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أمس الثلاثاء 20 ماي 2025 خلال الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين المنعقد بالرباط، أن المملكة المغربية انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية ورئاستها للجنة القدس تعتبر أن حل الدولتين هو”هو الحل الوحيد الذي لا خاسر فيه، لأن الجميع سيربح: الفلسطينيون حريتهم وكرامتهم، والإسرائيليون أمنهم واستقرارهم والمنطقة بأسرها فرصها في التنمية والتقدم”.
وأبرز الوزير في كلمته خلال اللقاء الذي تنظمه المملكة بشراكة مع مملكة الأراضي المنخفضة تحت شعار “استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة”، أن هذا الحل ليس شعارا سياسيا بل التزاما أخلاقيا وخريطة طريق واقعية لا تحتمل مزيدا من التأجيل، مشيرا إلى أن كل تجارب العنف والصراع لم تفض إلى سلام دائم بل زادت من معاناة جميع الأطراف.
وفي عرضه لمقاربة التحالف الدولي أوضح بوريطة أنها ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: أولها استلهام دروس نجاحات السلام الماضية كدليل على أن التفاهم ممكن متى توفرت الإرادة السياسية, ثانيها دعم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الشريك الممكن الوحيد بقيادة الرئيس محمود عباس مؤكدا أن السيادة لا تمنح بشروط مسبقة, أما المحور الثالث فيتمثل في ترسيخ البعد الاقتصادي كرافعة للتعايش والتكامل مع التأكيد على أن الدعم الاقتصادي لا يمكن أن يكون بديلا عن الحل السياسي, مشيرا إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه وكالة بيت مال القدس بتوجيهات من الملك محمد السادس في دعم اقتصاد فلسطين.
وفي سياق الوضع الإنساني المتأزم بالأراضي الفلسطينية شدد بوريطة على أن الاجتماع المنعقد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ليس لقاء دبلوماسيا تقليديا بل رسالة أمل وعمل نحو إعادة إحياء مسار حل الدولتين, مجددا دعم المغرب لمبادرات السعودية وفرنسا لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى حول القضية الفلسطينية الشهر المقبل في نيويورك، معتبرا أن تحالف تنفيذ حل الدولتين قادر على ضخ زخم جديد في المسار السياسي، عبر خطوات ملموسة تضمن الانتقال نحو سلام عادل وشامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية.