أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن المغرب أصبح قاعدة صناعية رئيسية في مجال الطيران، حيث تحتضن المملكة 150 مقاولة عاملة في القطاع، برقم معاملات سنوي يناهز 2,5 مليار يورو. وأوضح الوزير، في حوار مع صحيفة “لوبوان” الفرنسية على هامش معرض “باريس إير شو”، أن هذه الشركات تخلق 26 ألف منصب شغل بدوام كامل، وتتمركز أساساً في مناطق الدار البيضاء وطنجة والرباط وفاس.
وأشار مزور إلى أن هذه الشركات تنشط في تصنيع هياكل الطائرات والمكونات الداخلية والكابلات، مبرزاً تطور الشراكة بين الخطوط الملكية المغربية وشركة “سافران” الفرنسية، والتي تم توسيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب لتشمل محركات LEAP الحديثة. كما أكد أن المغرب يوفر البنية التحتية والخبرة اللازمة لصيانة هذه المعدات، مشيراً إلى تكوين 23 ألف مهندس سنوياً، من بينهم 400 متخصصون في الطيران، مع تكاليف إنتاج تنافسية لا تتعدى 25 يورو للساعة.
وعبّر الوزير عن طموح المغرب في توسيع قدراته الصناعية لتشمل تجهيز مقصورات الطائرات وتصنيع أجهزة الهبوط، وصولاً إلى إنشاء خط لتجميع الطائرات التجارية خلال السنوات العشر المقبلة. وأعرب عن ثقته في أن رقم معاملات القطاع يمكن أن يتضاعف بحلول عام 2030، مضيفاً أن دراسة تُنجز حالياً بشأن طلبية جديدة من الطائرات لصالح الخطوط الملكية المغربية، مع اهتمام خاص بطائرات “إيرباص A220” المناسبة للرحلات المتوسطة نحو أوروبا.
وشهد معرض “باريس إير شو” توقيع عقد مهم مع شركة “بوينغ”، التي عززت وجودها الصناعي بالمغرب من خلال شراكة مع “الدار البيضاء للطيران”، فرع المجموعة الفرنسية “فيجياك آيرو”، لإنتاج قطع غيار لطائرات بوينغ 737 ماكس. ويعكس هذا التعاون، وفق الصحيفة، حرص “بوينغ” على توطيد سلاسل التوريد وترسيخ حضورها الصناعي في المملكة، في إطار مواصلة تنفيذ اتفاقية 2016 بين الجانبين.