تتجه أنظار العالم إلى الدوحة حيث يُعقد يومه الأحد 14 شتنبر 2025 اجتماع وزراء الخارجية العرب يليه الاثنين قمة عربية استثنائية، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية. وتكتسي هذه القمة أهمية بالغة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل في أكثر من جبهة في الشرق الأوسط، ما جعل إسرائيل تهديداً مباشراً وخطيراً لغالبية دول المنطقة، وفرض على هذه الدول إعادة النظر في علاقاتها مع تل أبيب.
الدول التي كانت قد وقعت على اتفاقيات أبراهام تحت ضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجد نفسها اليوم عاجزة عن الاستمرار في علاقات طبيعية مع إسرائيل، بعد الاعتداء على قطر، الدولة الحليفة لواشنطن وعضو مجلس التعاون الخليجي التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، فضلاً عن دورها الوسيط في ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. ومع استمرار الحرب المدمرة على غزة والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، يبرز خيار القطيعة كاحتمال قوي يُطرح داخل أروقة القمة.
وفي خضم هذا الوضع المأزوم الذي يتزامن مع تزايد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، يقف العالم العربي أمام لحظة مفصلية تتطلب وحدة صف لمواجهة إسرائيل والضغط على واشنطن. فالخيارات المطروحة أمام الإدارة الأميركية تبدو حاسمة: إما المضي في مسار الفوضى والتوتر على حساب علاقاتها مع حلفائها العرب الأقربين، أو إجبار إسرائيل على التراجع والتوقيع على اتفاق عدم اعتداء شامل يفتح الباب أمام تهدئة إقليمية. بالنسبة لترامب، فإن مصداقيته وعلاقاته مع العالم العربي باتتا على المحك، وهو مضطر لاختيار الطريق الذي قد يحدد مستقبل المنطقة لعقود قادمة.