عيد الأضحى.. غياب استثنائي للأطباق التقليدية هذه السنة

يعرف عيد الأضحى في المغرب هذه السنة تحولا كبيرا في ملامحه الاجتماعية ، نتيجة إلغاء شعيرة الذبح بقرار ملكي استثنائي يرجع لتداعيات الجفاف ونقص الماشية, وهذا التغير غير المسبوق لم يقتصر على الجانب الديني فحسب، بل امتد ليشمل العادات الغذائية التي كانت تميز هذه المناسبة، حيث يعد لحم الأضحية عماد الموائد المغربية في العيد وما يرافقه من طقوس إعداد أطباق جماعية مثل “بولفاف”, “الدوارة”, “اللحم بالبرقوق” وغيرها.

وبغياب الذبيحة سيغيب معها جزء كبير من الطقوس المرتبطة بتحضير هذه الأطباق التي توارثها المغاربة جيلا عن جيل، وتحظى بمكانة رمزية واجتماعية مهمة. منازل كثيرة لن تفوح منها رائحة الشواء التي كانت تعم الأزقة في اليوم الأول ولن يشتعل الجمر لإعداد “الدوارة”، كما لن تجتمع العائلات حول “المروزية” أو “القديد” في الأيام الموالية. حتى محلات الجزارة التي كانت تشهد ازدحاما كبيرا في العيد لتقطيع لحم الاضحية ستعرف ركودا.

وفي ظل هذا المستجد من المتوقع أن تلجأ العديد من الأسر إلى بدائل بسيطة تعوض بها غياب أطباق العيد التقليدية، كتحضير وجبات موسمية خفيفة أو أكلات شعبية لا تعتمد على اللحم.

 هذا التحول قد يكون فرصة لإعادة التفكير في جوهر المناسبة, والعودة إلى معاني التضامن والتكافل وصلة الرحم التي تتجاوز الطقوس الشكلية إلى قيم أعمق وأبقى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

عيد الأضحى تحت الحماية الفرنسية..بين الاستعمار والمقاومة الثقافية

المنشور التالي

عيد الأضحى في عيون الأطفال المغاربة: فهم العيد بلا نحر

المقالات ذات الصلة