يُعد عبد الحليم حافظ، أحد أبرز رموز الغناء العربي في القرن العشرين، حيث استطاع بصوته العذب وأدائه المميز أن يحجز لنفسه مكانة خالدة في قلوب عشاق الفن. وُلد في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وعاش طفولة صعبة بعد فقدان والديه في سن مبكرة، لكنه تجاوز المحن ليصبح أحد أعظم المطربين في تاريخ الموسيقى العربية.
بدأت مسيرته الفنية في أوائل الخمسينيات عندما اكتشفه الموسيقار محمد عبد الوهاب، وسرعان ما حقق نجاحًا باهرًا بأغاني مثل صافيني مرة وعلى قد الشوق. تميز عبد الحليم بأسلوبه العاطفي وإحساسه العميق الذي جعله قريبًا من الجمهور، فقدم روائع خالدة مثل جانا الهوى، أهواك، وزي الهوى.
لم يقتصر إبداع العندليب على الغناء، بل تألق أيضًا في السينما، حيث قدم أفلامًا ناجحة مثل شارع الحب، أبي فوق الشجرة، ومعبودة الجماهير. كانت أفلامه تحمل دائمًا رسائل رومانسية واجتماعية، مما زاد من شعبيته وجماهيريته في الوطن العربي.
عانى عبد الحليم طوال حياته من مرض البلهارسيا، الذي سبب له آلامًا شديدة، لكنه لم يستسلم للمرض، وظل يغني حتى آخر أيامه. رحل عن عالمنا في 30 مارس 1977، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا بقوة في وجدان محبيه.
يُعتبر عبد الحليم حافظ أكثر من مجرد مطرب، فقد كان رمزًا للرومانسية، ووجدانًا للأجيال، وصوتًا لا يزال ينبض بالحياة رغم مرور العقود. ما زالت أغانيه تُردد في كل المناسبات، شاهدة على عبقريته الموسيقية وقدرته الفريدة على لمس القلوب.