تمكن فريق من علماء الفيزياء الفلكية بمعهد الأبحاث الأمريكي “ساوث ويست”، بقيادة العالمة المغربية مريم المعتمد، من تحقيق اكتشاف علمي جديد تمثل في قمر صغير يدور حول كوكب أورانوس، وهو سابع كواكب المجموعة الشمسية. وجاء هذا الاكتشاف عبر تحليل صور التقطها تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي التابع لوكالة ناسا خلال مهمة استطلاعية في فبراير 2025.
ويبلغ قطر القمر الجديد حوالي 10 كيلومترات، ما يجعله أصغر قمر تم رصده حتى الآن حول أورانوس، ليصل بذلك عدد الأقمار المعروفة للكوكب إلى 29. وأوضحت الدكتورة المعتمد، التي تشغل منصب العالمة الرئيسية بمعهد “ساوث ويست” والمشرفة على برنامج ملاحظات أورانوس عبر تلسكوب جيمس ويب، أن الأقمار الصغيرة حول هذا الكوكب متقاربة جدا، ما يخلق اضطرابات جاذبية تسبب عدم استقرار المنظومة على المدى الطويل.
وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الدكتورة المعتمد:
“هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة لفهم الديناميكيات المعقدة لمنظومة أورانوس. الأقمار متقاربة للغاية مما يؤدي إلى تفاعلات جاذبية قوية تسبب عدم استقرارها على المدى الطويل، ونتوقع أن تصطدم هذه الأقمار وتشكل حلقات وأقمارا جديدة في دورة تتكرر كل 50 مليون سنة.”
ويتميز كوكب أورانوس بغلاف جوي كثيف من الهيدروجين والهيليوم والميثان، وتتشكل أكبر أقمار الكوكب من مزيج متساوٍ من الجليد المائي وصخور السيليكات. ويحمل أغلب أقمار أورانوس أسماء مستوحاة من شخصيات أدبية. وتطمح الدكتورة مريم في المستقبل إلى قيادة بعثات فضائية غير مأهولة لدراسة كوكب زحل وحلقاته وأقماره، لا سيما التي تحتوي على محيطات سائلة، بهدف فهم طبيعتها الجيولوجية وتطورها.
ويذكر أن مريم المعتمد ولدت في مدينة الصويرة المغربية، وتلقت تعليمها الأولي في المدرسة العمومية بالمغرب قبل أن تواصل دراستها في فرنسا، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة للعمل كباحثة في جامعة كورنيل بنيويورك. وتُعد اليوم من أبرز العلماء في مجال الفيزياء الفلكية، وتشجع الشباب المغربي والعربي على الاستفادة من الفرص العلمية والإيمان بقدراتهم.
ويمثل هذا الاكتشاف العلمي البارز يعزز مكانة المغرب في مجال البحث الفضائي، ويؤكد قدرة العلماء المغاربة على المساهمة في تقدم العلوم والتكنولوجيا العالمية، ويفتح آفاقا جديدة لفهم أسرار النظام الشمسي.
