مع حلول شهر رمضان المبارك، نجد انفسنا امام فرصة ذهبية لتجديد العادات الاجتماعية والتقاليد الروحانية التي تعزز من أواصر المحبة والتراحم بين الأفراد. ولعل صلة الرحم واحدة من القيم الأساسية التي يحرص المسلمون على إحيائها خلال هذا الشهر الفضيل.
صلة الرحم تحظى بمكانة رفيعة في الإسلام، حيث وردت في العديد من النصوص الدينية التي تؤكد على أهميتها وتُعتبر من الأعمال التي تجلب البركة في العمر والرزق، وتشكل وسيلة لنيل رضا الله عز وجل فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “مَن أحبَّ أن يُبْسَط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه”
رمضان يعرف تزايدا في الزيارات العائلية واللقاءات الأسرية، حيث يجد الكثيرون في هذا الشهر فرصة لتعزيز الروابط العائلية التي قد تضعف خلال العام بسبب انشغالات الحياة, وتعد وجبات الإفطار الجماعية أحد أهم المظاهر التي تجمع أفراد العائلة والأقارب على مائدة واحدة، ما يسهم في تقوية العلاقات الاجتماعية وترسيخ قيم التعاون والتواصل. ومع التطورالتكنولوجي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة أيضا للتواصل بين الأقارب، إلا أنها في بعض الأحيان تحل محل اللقاءات الفعلية، ما قد يؤدي إلى تراجع اللقاءات العائلية المباشرة وتنظيم زيارات متبادلة بين أفراد العائلة وإحياء روح التراحم بشكل عملي.
رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه بعض الأسر، يبقى شهر رمضان مناسبة لتعزيز التكافل الاجتماعي، حيث يسعى الكثيرون إلى مساعدة أقاربهم المحتاجين عبر تقديم المساعدات المالية أو العينية، وهو ما يسهم في تحقيق روح التضامن التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
