صرخة في عرين الذكاء الاصطناعي: المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد تفضح مايكروسوفت وتُطرد بشرف!

في مشهد استثنائي لن يُمحى من ذاكرة صناعة التكنولوجيا، دوّى صوت المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد وسط قاعة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس شركة مايكروسوفت، لتقاطع كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، وتوجه إليه وللشركة اتهامات مباشرة بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ جرائم ضد الفلسطينيين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. قالت ابتهال بصوتها المرتجف بالقهر والثبات: “أنت تزعم أنك تستخدم الذكاء الاصطناعي للخير، بينما مايكروسوفت تبيع أدوات قتل للجيش الإسرائيلي.. خمسون ألف إنسان ماتوا، وأنتم شركاء في الإبادة.”

ابتهال، ذات الـ26 عامًا، خريجة جامعة هارفارد الأميركية، تنتمي لمدينة الرباط، حيث نشأت ودرست علوم الرياضيات بثانوية مولاي يوسف قبل أن تحصل على منحة مرموقة فتشق طريقها نحو هارفارد، متخصصة في الذكاء الاصطناعي. لم تكن تجربتها في مجال البرمجة والتقنيات مجرد حلم مهني، بل كانت رحلة مليئة بالقيم والضمير، فقد أسست وهي تلميذة منتديات رقمية لتعليم البرمجة للفتيات المعوزات، وأسهمت في مشاريع إنسانية كمنصة توثيق السجلات الصحية للاجئين حول العالم.

لكن الحدث الأعظم كان موقفها في قلب حفل مايكروسوفت، حين صعدت إلى المنصة، ألقت بالكوفية الفلسطينية أمام المديرين، واتهمت سليمان والشركة بـ”تلويث أياديهم بدماء الأبرياء”. دقائق قليلة كانت كافية لتجعل منها أيقونة، بعدما تم إخراجها من القاعة وقطع وصولها إلى حساباتها المهنية، في خطوة فهم منها الجميع أنها طُردت، لكن بشرف.

وقد أثار موقف ابتهال موجةً واسعة من الدعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبرت رمزًا نادرًا للشجاعة الأخلاقية داخل عالم تُهيمن عليه المصالح الاقتصادية. وتجاوزت أصداء موقفها المنصات الرقمية لتصل إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أصدرت بيانًا رسميًا تشيد فيه بموقف ابتهال البطولي، واعتبرته “صفعة أخلاقية في وجه آلة القتل الصهيونية وشركائها في العالم التكنولوجي”، مؤكدة أن “هذه الصرخة الحرة تعبّر عن ضمير كل الأحرار في العالم”.

وبينما واصلت مايكروسوفت تجاهل الحدث ولم تصدر تعليقًا واضحًا بشأن مصيرها، تحوّلت ابتهال إلى رمز لمهندسة لا تكتب الكود فقط، بل تكتب التاريخ. فتاة مغربية عربية اختارت أن تدفع ثمن قول الحقيقة في زمن الصمت، لتترك وراءها درسًا خالدًا في أن الضمير المهني لا يقل أهمية عن الكفاءة التقنية.

1 comment
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

فرنسا تعزز جبهتها الإعلامية في الرباط: خبير التضليل في موقع استراتيجي بالسفارة

المنشور التالي

برشلونة يُهدر فرصة الابتعاد في الصدارة بتعادل محبط أمام بيتيس

المقالات ذات الصلة