في خطوة تعكس اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت منصتا “شي إن” و”تيمو” عزمهما رفع أسعار منتجاتهما للعملاء الأميركيين ابتداءً من 25 أبريل الجاري، وذلك بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات الصينية، والتي تصل إلى 145%. هذا القرار تزامن مع إلغاء الإعفاء الضريبي الذي كان يُمكّن الشركتين من إرسال شحنات تقل قيمتها عن 800 دولار دون رسوم جمركية، وهو ما مثّل ركيزة أساسية في اختراقهما للسوق الأميركية.
وقالت الشركتان في بيانين شبه متطابقين إن نفقاتهما التشغيلية ارتفعت مؤخرًا نتيجة التعديلات الأخيرة في قواعد التجارة العالمية والرسوم الأميركية، وإنهما ستقومان بتعديلات على الأسعار بدءًا من 25 أبريل، ودعت الشركتان المستخدمين إلى الشراء قبل بدء الزيادات.
وبدأت الآثار تظهر سريعًا على أداء الشركتين، إذ تراجع ترتيب تطبيق “تيمو” إلى المركز 75 و”شي إن” إلى المركز 58 في متجر “آبل” الأميركي بعد أن كان في المرتبة 15 الشهر الماضي، بعد أن كانا من بين الأكثر تحميلاً في العامين الماضيين, كما بدأت الشركتان تقليص حضورهما الإعلاني، حيث انخفض إنفاق “تيمو” الإعلاني بنسبة 31%، وأوقفت جميع إعلاناتها على “غوغل شوبينغ”، بينما قلّصت “شي إن” إنفاقها بنسبة 19% في الفترة نفسها، في مؤشر على بدء إعادة تموضع استراتيجي في السوق الأميركية.
وقد يعيد المشهد الجديد رسم خريطة التجارة الإلكترونية، لا سيما مع الضغط المتزايد الذي فرضه نجاح الشركتين على عملاق التجارة الأميركي “أمازون”، والذي رد بإطلاق منصة “هول” لبيع المنتجات بأسعار منخفضة. وبينما تبذل “شي إن” و”تيمو” جهودًا لطمأنة الزبائن، يبقى المستهلك الأميركي هو المتضرر الأكبر من هذه الرسوم، في وقت تحذّر فيه تقارير من أن التغييرات الجمركية قد تؤدي إلى تراجع نفوذ المنصات الصينية عالميًا، وبداية مرحلة جديدة من المواجهة التجارية المفتوحة.