في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد التوترات في المشهد السياسي الأميركي، أعلن الملياردير إيلون ماسك، أمس السبت 5 يوليوز 2025، تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم “حزب أميركا”، واضعا نفسه في مواجهة مباشرة مع ما وصفه بـ”النظام السياسي القائم على الهدر والفساد”. وجاء الإعلان عبر شبكة “إكس” التي يملكها ماسك، حيث كتب: “اليوم، تم تأسيس حزب أميركا ليعيد لكم حريتكم”، في إشارة إلى نية الحزب في تقديم بديل عن الحزبين التقليديين، الجمهوري والديمقراطي.
ويأتي هذا الإعلان في خضم تصاعد الخلاف بين ماسك ودونالد ترامب، بعدما كانا حليفين خلال الحملة الرئاسية لعام 2024. وقد أنفق ماسك مئات الملايين من الدولارات دعما لحملة ترامب، بل وتولى رئاسة لجنة حكومية مكلفة بالكفاءة والإنفاق، قبل أن تتدهور العلاقة بينهما في الأشهر الأخيرة. وبلغ الخلاف ذروته هذا الأسبوع، عندما هدد ترامب بقطع الدعم المالي الفيدرالي عن شركات ماسك، وفي مقدمتها “تيسلا” و”سبيس إكس”، قائلا: “قد يخسر أكثر بكثير مما يتصور”.
ويرتبط إعلان ماسك تأسيس حزبه الجديد بمعارضته لمشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي اقترحه ترامب، والذي يتضمن إلغاء الإعفاءات الممنوحة لشراء السيارات الكهربائية، وهو ما يعد ضربة مباشرة لـ”تيسلا”. وقد عبر ماسك عن غضبه من هذا القانون، معتبرا إياه دليلا على أن واشنطن لم تعد تدار بروح الإصلاح بل بـ”عقلية الإفلاس السياسي”. وربط بين تمرير القانون وتأسيس حزبه، معتبرا الأمر ردا عمليا على ما وصفه بتآكل الديمقراطية الأميركية.
وجاء تأسيس “حزب أميركا” بعد أيام من إطلاق ماسك استطلاعا للرأي على “إكس” في الرابع من يوليوز، سأل فيه متابعيه عما إذا كانوا يؤيدون تأسيس حزب جديد، وجاءت النتائج بنسبة 65% لصالح الفكرة من أصل 1.2 مليون مشارك. واعتبر ماسك هذه النسبة بمثابة “تفويض شعبي” دفعه إلى إعلان تأسيس الحزب رسميا، رغم أنه لم يكشف بعد عن برنامجه السياسي أو تفاصيل تموقعه الإيديولوجي.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تغييرات كبيرة في الخارطة السياسية الأميركية، خصوصا مع دخول رجل بحجم إيلون ماسك إلى المشهد الحزبي، ولو من موقع غير انتخابي بحكم أنه غير مؤهل دستوريا للترشح للرئاسة لكونه مولودا في جنوب إفريقيا. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، يتوقع أن يشكل “حزب أميركا” عامل إرباك إضافي للمعسكرين الجمهوري والديمقراطي، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتجديد الطبقة السياسية وكسر احتكار الحزبين التقليديين للمشهد السياسي.