حريق مهول بواحة تيكسلت نواحي طاطا دون خسائر بشرية

نجحت تعبئة واسعة شملت مختلف الأجهزة الأمنية والترابية، من سلطات محلية ودرك ملكي وجيش ووقاية مدنية وقوات مساعدة، إلى جانب الانخراط الكبير للساكنة المحلية، في السيطرة على حريق مهول اندلع بواحة تيكسلت بضواحي طاطا، مخلفا خسائر مادية جسيمة في الحقول وأشجار النخيل دون تسجيل أية إصابات بشرية.

واندلعت شرارة الحريق الأولى مساء أول أمس الأربعاء 7 أكتوبر 2025، قبل أن تتوسع رقعته بفعل الرياح القوية واشتداد الحرارة وجفاف الأعشاب، ما صعب عمليات الإخماد الأولية. وعادت النيران مساء أمس الخميس لتشتعل من جديد في بعض البؤر، مما استدعى تعبئة مكثفة لوسائل التدخل، حيث تمكنت الفرق الميدانية، بفضل التنسيق الوثيق بين مختلف المتدخلين، من السيطرة النهائية على الحريق دون تسجيل أي خسائر في الأرواح.

وفي أعقاب السيطرة على النيران، فتحت السلطات الأمنية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، تحقيقا لمعرفة أسباب اندلاع الحريق وتحديد المسؤوليات المحتملة. كما دعت السلطات المحلية سكان المنطقة إلى اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة لتفادي حرائق مماثلة مستقبلا، لاسيما مع توالي موجات الحر التي تعرفها المنطقة خلال فصل الخريف.

من جهتهم، عبر عدد من المتضررين عن استيائهم من غياب تجهيزات وقائية داخل الواحات، محملين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان مسؤولية عدم إحداث مسالك تمكن من مرور شاحنات الإطفاء، وعدم تخصيص ميزانية كافية لتنقية الواحات من الأعشاب اليابسة. وطالب المتضررون بإيفاد لجنة لتقييم الأضرار وجبر الخسائر.

وأكد مصدر مطلع أن عامل إقليم طاطا أصدر تعليمات صارمة لتسريع وتيرة الإخماد ومواكبة الأسر المتضررة، مشيدا في الوقت نفسه بتعبئة الساكنة المحلية التي لعبت دورا محوريا، خاصة النساء والشباب، في دعم فرق التدخل الميدانية. وقد حظي هذا التضامن الشعبي بإشادة واسعة من مختلف السلطات، التي دعت إلى تعزيز ثقافة الوقاية والتعاون الجماعي لحماية الواحات، باعتبارها ثروة طبيعية وتراثا بيئيا وإنسانيا ثميناً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

الصين تفرض رسوما على السفن الأمريكية

المنشور التالي

إتفاق وقف إطلاق النار بغزة يدخل حيز التنفيذ

المقالات ذات الصلة