حالات إصابة بالسل تثير الجدل حول سلامة الحليب غير المبستر

 أثارت شهادات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مخاوف واسعة بشأن سلامة بعض منتجات الحليب ومشتقاته، بعد تسجيل حالات إصابة بداء السل يشتبه في ارتباطها باستهلاك الحليب والرايب غير المبستر، وقد فتحت هذه الشهادات باب التساؤلات حول مدى فعالية الرقابة الصحية على هذه المنتجات في الأسواق.

وفي هذا السياق أوضح الدكتور الطيب حمضي طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية لموقع THE PRESS، أن داء السل هو في الأساس مرض معد تسببه جرثومة تنتقل من إنسان إلى آخر عن طريق الهواء من خلال التنفس أو السعال أو الاحتكاك المباشر بشخص مصاب، إلا أن العدوى لا تقتصر فقط على البشر بل يمكن أن تنتقل أيضا من الحيوانات إلى الإنسان.

وأشار حمضي إلى أن بعض الحيوانات الأليفة والبرية مثل الأبقار، الأغنام، الماعز، الكلاب والقطط يمكن أن تكون حاملة لجرثومة السل، دون أن تظهر عليها أي أعراض واضحة ما يزيد من خطورة انتقال المرض إلى الإنسان، خصوصا في حالة استهلاك منتجات حيوانية غير معقمة.

ووفقا لمعطيات منظمة الصحة العالمية فإن نحو 10% من حالات الإصابة بالسل المسجلة عالميا ناتجة عن انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان، وهو ما يعرف بـ”السل الحيواني”.

وأكد الخبير أن الحليب ومشتقاته غير المبسترة تعد من أبرز وسائل انتقال العدوى، إلى جانب اللحوم غير المطهية جيدا، وقد تتسبب هذه العدوى في ظهور مضاعفات صحية مثل سل الغدد اللمفاوية أو إصابات في أعضاء أخرى من الجسم.

وشدد حمضي على أهمية غلي وتعقيم الحليب قبل استهلاكه، أو اقتناء الحليب المعقم بشكل مسبق حتى وإن كان مصدره حظائر خاضعة للمراقبة والتلقيح البيطري، لافتا إلى أن الحليب غير المبستر قد يحمل مخاطر صحية إضافية، مثل الإسهال والتسممات الغذائية وأمراض الجهاز الهضمي، التي قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

“إير أوشن ماروك” توضح ملابسات حادث انحراف طائرتها بمطار فاس وتطمئن عملاءها

المنشور التالي

الكورفا نورد و الكورفا سود يشعلان النقاش الرياضي في بلاغ مشترك

المقالات ذات الصلة