في خطوة تعكس تصاعد التوتر السياسي بين المعارضة والحكومة، وجه كل من نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ومحمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، شكايتين رسميتين إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، حول بث فيديو ترويجي اعتبروه يحمل مضامين دعائية للحكومة، ويمهد لاستمرارها بعد انتخابات 2026. الفيديو، الذي بث على القناة الثانية وشبكات التواصل الاجتماعي، سلط الضوء على ما وُصف بـ”منجزات حكومية” مرتبطة برؤية 2030، ما اعتبره الحزبان تجاوزاً لقواعد الحياد الإعلامي واستغلالاً لموارد الدولة.
نبيل بنعبد الله عبّر في شكايته عن قلقه من “خرق القناة الثانية والسلطة الحكومية لقواعد الحياد السياسي”، متهماً الجهات المعنية بتوظيف “المشترك الوطني” بشكل تضليلي يخدم أجندات انتخابية، من خلال فيديو يوحي بالإنجاز الحكومي في قضايا خلافية مثل السكن، التعليم، وبرامج الدعم الاجتماعي. وأكد أن مضمون الفيديو يمزج بشكل متعمد بين إشارات وطنية موحدة، كإنجاز المنتخب في مونديال 2022، وصور تروّج للحصيلة الحكومية، في خلط “مقصود ومضلل”، يفتقر للنزاهة والموضوعية.
كما شدد بنعبد الله على أن الفيديو ليس موجهاً للترويج لصورة المغرب دولياً أو لخدمة مصلحة عامة، بل هو “دعائي محض”، يهدف لاستمالة الناخبين قبيل الاستحقاقات الانتخابية. واعتبره خرقاً صريحاً للقانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، من خلال تضمّنه لما وصفه بـ”إشهار غير معلن، وسياسي الطابع، يتضمن مزاعم مضللة”، داعياً الهاكا إلى التدخل لضمان احترام التعددية والحياد في وسائل الإعلام العمومية.
من جانبه، عبّر محمد أوزين عن استغرابه من تضمين الفيديو لرسائل انتخابية مبطّنة تتعلق ببرامج حكومية، معتبراً ذلك “ركوباً غير مقبول” على حدث وطني جامع يتمثل في تنظيم كأس العالم 2030. وأكد أن هذا الإنجاز “ملكٌ للوطن وللشعب”، لا يجوز استغلاله لتلميع صورة الحكومة، خصوصاً من خلال مواد إعلامية تستبق الحملة الانتخابية وتستغل فئة اليافعين لبث رسائل موجهة. وطالب أوزين الهيئة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتعهدين العموميين، انسجاماً مع ما تمليه صلاحياتها في حماية التوازن الإعلامي والسياسي.
