في ظل التغيرات المناخية والاضطرابات البيئية التي تشهدها المنطقة، أعلنت وزارة الداخلية عن رفع حالة التأهب القصوى لمواجهة احتمال تسلل أسراب الجراد الصحراوي إلى أراضي المملكة، خاصة من جهة الجنوب الشرقي. هذا التحرك يأتي في سياق متابعة تطورات انتشار هذه الحشرة المدمّرة في بعض الدول المجاورة، لا سيما بمنطقة الساحل الإفريقي وشمال غرب القارة، حيث تم رصد تحركات غير معتادة للجراد نحو الشمال.
وأوضح بلاغ صادر عن الوزارة، نهاية الأسبوع المنصرم، أن بعض الأسراب تم رصدها بالفعل في مناطق محدودة وبأعداد قليلة داخل جهات من جنوب شرق المغرب. وأكد البلاغ أن السلطات المختصة باشرت على الفور اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة أي تطور محتمل للوضع، مع الحرص على البقاء في حالة يقظة مستمرة.
وبالرغم من أن الوضع الحالي لا يدعو إلى القلق، إلا أن وزارة الداخلية شددت على أن مقاربة استباقية تم تفعيلها من خلال إعادة تشغيل مراكز القيادة المحلية في كافة الأقاليم المعنية، وتأهيل الفرق المختصة بالتدخل الفوري، المزودة بالمعدات الضرورية والمبيدات الحشرية، استعداداً لأي تدخل ميداني محتمل.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المملكة تتوفر على مخزون كافٍ من المبيدات، كما تم اتخاذ احتياطات دقيقة لضمان عدم الإضرار بالبيئة والحفاظ على التوازن الطبيعي، بما في ذلك حماية الموارد المائية، والنباتية، والحيوانية، وكذا التنوع البيولوجي في المناطق المهددة.
وختم البلاغ بالتأكيد على أن مختلف المصالح والقطاعات المعنية ستواصل تعبئتها لرصد تحركات الجراد، خاصة في مناطق توالده وتجميعه الطبيعي، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحد من انتشاره والقضاء عليه قبل تحوّله إلى تهديد فعلي للأمن الغذائي والبيئي في المملكة.