تجنيد الأطفال: جريمة إنسانية تستدعي تحركًا عالميًا

أطلق المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال (IRCPCS) نداءً عاجلاً، أمس الخميس 13 مارس 2025 في مؤتمر بجنيف، مطالبًا بتعبئة عالمية لضمان عودة آمنة وفورية للأطفال المجندين قسراً من قبل الجماعات المسلحة، بما في ذلك “البوليساريو”. جاء ذلك خلال مؤتمر “أطفال شمال إفريقيا: الولوج إلى التعليم والحماية والتنمية”، الذي انعقد على هامش الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وأعرب المركز عن قلقه إزاء استمرار اختطاف آلاف الأطفال حول العالم، من كولومبيا إلى مخيمات تندوف، واستغلالهم في النزاعات المسلحة، معتبراً أن هذه الظاهرة “جريمة ضد الإنسانية” آخذة في التفاقم.

وكشف المركز عن إحصائيات صادمة تفيد بأن ما بين 250 إلى 500 ألف طفل متورطون في النزاعات المسلحة، بينهم حوالي 300 ألف طفل شاركوا فعليًا في القتال، أكثر من 120 ألفاً منهم في إفريقيا. وأوضح أن الأطفال لا يُستخدمون فقط في القتال، بل يتم استغلالهم في مهام التجسس، والاستعباد الجنسي، وحمل المعدات، وحتى كدروع بشرية. كما سلّط رئيس المركز، عبد القادر الفيلالي، الضوء على الوضع في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، حيث تقوم ميليشيات “البوليساريو” منذ 1982 بتجنيد الأطفال قسراً وتلقينهم عسكريًا وأيديولوجيًا.

وطالب المركز بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأطفال المجندين، داعيًا إلى وضع برامج طارئة لإعادة تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا، بالإضافة إلى إنشاء خطة دولية لإعادة توطينهم وضمان عودتهم الآمنة. كما شدد على ضرورة محاسبة الجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال، رافضًا الإفلات من العقاب الذي تتمتع به هذه الجهات على الساحة الدولية. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، معتبرة أن “منع تجنيد الأطفال معركة لا يمكن للعالم تحمل خسارتها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

سحب قرعة البطولة الاحترافية لكرة القدم الإلكترونية E-botola 2025

المنشور التالي

فرحة عمر الهلالي بانضمامه إلى قائمة “أسود الأطلس” (فيديو)

المقالات ذات الصلة