مكسيكو 6 نونبر 2025 (أ ف ب)
تعيش العاصمة المكسيكية مكسيكو على إيقاع استعدادات كأس العالم لكرة القدم 2026، لكن في الوقت الذي تراهن فيه الحكومة على مكاسب اقتصادية ضخمة، يخشى باعة الشوارع من أن يتحول الحدث إلى تهديد لمصدر رزقهم. فبالقرب من ملعب أستيكا، حيث ستقام المباراة الافتتاحية، تعبّر أليخاندرا ساراسوا عن قلقها قائلة إن “التوقعات صفر”، مضيفة أنها تخشى أن تُطرد من موقعها المعتاد الذي تبيع فيه حلوى الهلام المكسيكية.
في المقابل، يرى الشيف الياباني ساتورو هاسويكي، الذي يدير كشكا للرامن في حي روما-كونديسا، في المونديال فرصة جديدة، إذ يأمل في أن يسمح له الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ببيع أطباقه داخل ملعب أستيكا “بأسلوب طعام الشارع”. وتقدّر وزارة السياحة المكسيكية أن البطولة ستدر على البلاد نحو ثلاثة مليارات دولار، غير أن الجدل يتصاعد حول من سيسمح له بالبيع داخل الملعب ومحيطه، وهي مسألة حيوية لآلاف الباعة الذين يعتمدون على التجارة غير الرسمية.
ويقدّر تقرير حكومي أن حوالي مليون ونصف المليون شخص يعيشون من البيع في شوارع العاصمة. لكن قرب الملعب، بدأت السلطات بإزالة عشرات الأكشاك، ما أثار مخاوف واسعة. تقول ساراسوا، التي تعمل منذ سنوات في المنطقة، إنها تلقت تحذيرات بالمغادرة وتفكر في خطة بديلة، فيما يؤكد بائع آخر أن “الأمور تُدار مثل المافيا، من لا يدفع لا يبقى”. ويضيف أن “فيفا لا يريدنا، ولهذا يطردوننا”، في إشارة إلى القيود المشددة التي يفرضها الاتحاد على محيط الملاعب.
ورغم أن الأكشاك لا تمتلك تصاريح رسمية، إلا أن السلطات تصفها بأنها “مسموح بها” مؤقتا، فيما يجري التفاوض حول أماكن جديدة لنقل الباعة. في المقابل، يحاول آخرون تحويل الأزمة إلى فرصة. أوسكار هرنانديس، صاحب محل السندويشات “إل إستاديو” القريب من الملعب، يقول إنه يتعلم اللغة الإنجليزية استعدادا للزبائن الأجانب، مضيفا بابتسامة “كمكسيكي، دائما نجد حلا. إذا أغلقوا محلي، سأبيع السندويشات في الشارع بحقيبة على ظهري”.
وبينما يواصل العمال تجهيز البنى التحتية لمونديال 2026، يبقى باعة الشوارع بين أمل الانضمام إلى الاحتفالية الكروية الكبرى، وخوف من أن يتحول المونديال إلى فصل جديد من التهميش في مدينة تتنفس من رائحة طعامهم الشعبي.