المغرب يخلد الذكرى الـ104 لمعركة أنوال.. ذكرى بطولات الريف ضد الاستعمار

تخلد المملكة المغربية، يومه الاثنين 21 يوليوز 2025، الذكرى الـ104 لمعركة أنوال الخالدة، التي تعد من أبرز المحطات في سجل الكفاح الوطني ضد الاستعمار. وتشكل هذه الذكرى إرثا نضاليا راسخا في وجدان الأمة المغربية، وتجسد قيم التضحية والوطنية التي سطرها أبطال الريف بدمائهم.

بدأت المقاومة المغربية في الشمال بقيادة القائد الشريف محمد أمزيان بين 1907 و1912، حيث خاض معارك كبرى ضد التوغل الاستعماري، قبل أن يستشهد في 15 مايو 1912. واستمرت جذوة المقاومة تحت قيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي حقق العديد من الانتصارات، أبرزها في معركة أنوال عام 1921، حيث ألحق المقاومون الريفيون هزيمة ساحقة بالقوات الإسبانية.

معركة أنوال كانت ذروة الكفاح الوطني، حيث تمكن الخطابي من توحيد صفوف المجاهدين وتنظيم المقاومة بأساليب حديثة، مما أربك حسابات الاحتلال الإسباني وغير ميزان القوى في المنطقة. ورغم المحاولات الاستعمارية للقضاء على المقاومة، استمر المجاهدون في صمودهم حتى قرر الخطابي تسليم نفسه في 26 مايو 1926 في موقف يعكس نبل وطنية القرار.

خلال ثلاثينيات القرن الماضي، انتقل النضال الوطني من الكفاح المسلح إلى النضال السياسي، ليتصدى الشعب المغربي لمحاولات المستعمر تقسيمه، مثل “الظهير البربري” الذي فرضته فرنسا. ومع تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 1944، وتعزيز الوحدة الوطنية، وصلت المقاومة ذروتها في خطابي طنجة التاريخي في 1947 وعودة الملك محمد الخامس من المنفى في 1955، ليحقق المغرب استقلاله.

وفي إطار إحياء الذكرى 104 لمعركة أنوال، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين يومه الإثنين 21 يوليوز، مهرجانا خطابيا وتكريميا في إقليم الدريوش، يتضمن كلمات وشهادات تستحضر معاني معركة أنوال وتكريم قدماء المقاومين. كما سيتم توزيع إعانات اجتماعية لفائدتهم، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية تربوية في فضاءات الذاكرة التاريخية عبر أنحاء المملكة لتعزيز الانتماء الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

أطفال الدار البيضاء يترافعون من أجل حماية حقوقهم في مائدة مستديرة تناقش مشروع الوكالة الوطنية لحماية الأطفال

المنشور التالي

المغرب يتصدر دول شمال إفريقيا في مؤشر الحرية لسنة 2025

المقالات ذات الصلة