تراجع المغرب في تصنيف مؤشر السعادة العالمي لعام 2025، ليحتل المرتبة 112 دوليًا، مسجلًا أسوأ ترتيب له منذ بدء نشر التقرير في عام 2012. وبهذا التراجع، فقد المغرب خمس مراتب مقارنة بعام 2024، و12 مركزًا مقارنة بعام 2023، مما يعكس استمرار الانخفاض في مستوى السعادة الوطنية. ويستند التقرير، الصادر في اليوم العالمي للسعادة الذي يصادف أمس الخميس 20 مارس 2025 برعاية الأمم المتحدة وبالاعتماد على بيانات “غالوب”، إلى معايير تشمل مستوى الناتج المحلي الإجمالي، والحرية الفردية، ومستويات الفساد، إلى جانب مؤشرات أخرى تعكس جودة الحياة في مختلف الدول.
أما عربيا، فقد جاء المغرب في المرتبة التاسعة، متخلفًا عن دول مثل الإمارات العربية المتحدة (21 عالميًا)، والكويت (30)، والسعودية (32). وعلى المستوى المغاربي، حل المغرب ثالثًا خلف ليبيا (79 عالميًا) والجزائر (84 عالميًا)، بينما جاءت تونس في المرتبة 113، وموريتانيا في المرتبة 114. ورغم أن المغرب تفوق على تونس، إلا أنه جاء خلف أوكرانيا التي تعاني من تداعيات الحرب الروسية، مما يطرح تساؤلات حول العوامل المؤثرة على تراجع مستوى السعادة في البلاد.
وفي المقابل، واصلت الدول الاسكندنافية تصدر قائمة أسعد الدول في العالم، حيث احتلت فنلندا المرتبة الأولى للسنة الثامنة على التوالي، تلتها الدنمارك وآيسلندا والسويد وهولندا. كما شهد التصنيف هذا العام دخول كوستاريكا والمكسيك إلى قائمة العشر الأوائل لأول مرة، ما يشير إلى أن السعادة لا ترتبط فقط بمستوى الدخل، بل أيضًا بجودة الحياة والتماسك الاجتماعي. وعلى الطرف الآخر من القائمة، لا تزال أفغانستان تُصنف كأتعس دولة في العالم، متأثرة بالأزمات الإنسانية والسياسية التي تعصف بها منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم عام 2021.
وأشار التقرير إلى أن الفجوة في مستويات السعادة بين الدول ظلت مستقرة على مدى 15 عامًا، بينما ازدادت اللامساواة في السعادة داخل البلدان نفسها. كما لفت إلى أن الدول التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين تسجل مستويات سعادة أقل، حيث تلعب العوامل الاقتصادية والاجتماعية دورًا كبيرًا في تحديد جودة الحياة. هذه المعطيات تبرز الحاجة إلى سياسات تنموية تركز على تحسين رفاهية الأفراد، وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية لضمان مستوى معيشي أفضل للمواطنين.