أضحت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا لانتشار واسع لمحتويات وصفت بـ”التفاهة” تجذب ملايين المتابعين, فبينما تروج على أنها ترفيه بريء يعتبرها كثيرون عاملا مهددا للوعي الجماعي وللذوق العام.
وفي هذا الصدد صرح الباحث في علم الاجتماع علي الشعبني لموقع THE PRESS, أن ثقافة التفاهة أصبحت اليوم جزءا من ثقافة العصر مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام، حيث تنتشر محتويات سريعة وجذابة لكنها سطحية، تتعلق بالروتين اليومي أو الصور المثيرة التي تتجاوز قيم المجتمع التقليدية.
وأضاف الشعبني أن ابتعاد المجتمع عن الثقافة العميقة في مجالات السياسة والاقتصاد والأدب والفكر والأخلاق, أدى إلى سيطرة هذه الثقافة السطحية ما يضر بالفرد والمجتمع ويؤثر على الرأي العام, وعندما تدخل التفاهة إلى السياسة والأدب والفكر يغيب العمق، ويؤدي تسربها للحياة الاجتماعية إلى الميوعة والإنحلال الأخلاقي والسلوكي.
وأكد الباحث أن هذه الظاهرة تتوسع حاليا, إلا أن التاريخ يسير وفق دورات حلزونية كما يشير ابن خلدون، ما يعني أن الفكر العميق والفلسفات القوية ستعود مستقبلا. وللتغلب على هذه الظاهرة يجب ترسيخ الفكر السليم والالتزام بالمبادئ الراسخة، لأن المجتمع السليم يقوم على عقل سليم.