انطلقت، أول أمس الجمعة ، فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”، في سياق احتفالي يتزامن مع الذكرى ال69 لتأسيس المؤسسة الأمنية. وتستمر هذه التظاهرة، التي أضحت موعدا سنويا منذ انطلاقتها سنة 2016، إلى غاية 21 ماي الجاري، بمشاركة وازنة لشخصيات وطنية ودولية وفعاليات مدنية وعسكرية.
وتندرج هذه المبادرة في إطار المقاربة التواصلية التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني، بهدف ترسيخ ثقافة الانفتاح على المجتمع وتعزيز التفاعل المباشر مع المواطنين من مختلف الأعمار والفئات, كما تسعى إلى إبراز طبيعة المهام المتعددة التي تضطلع بها التشكيلات الأمنية، والتعريف بمختلف وحداتها وتجهيزاتها اللوجستيكية والتقنية، في سبيل الحفاظ على الأمن والنظام العام وضمان سلامة المواطنين.
وشهد حفل الافتتاح حضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، والمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، إلى جانب شخصيات وازنة من داخل المغرب وخارجه، من بينها رئيس الإنتربول والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب. وقد تميز الحفل بعروض ميدانية ولوحات استعراضية أبرزت جاهزية الأجهزة الأمنية، وشريط وثائقي عن تطور المؤسسة، بالإضافة إلى توشيح عدد من رجال الأمن بأوسمة ملكية، وعلى رأسهم السيد حموشي الذي نال وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى.
وفي كلمة افتتاحية، أكد العميد الإقليمي رضا اشبوح أن هذه المناسبة تشكل لحظة تقييم سنوي لاستعراض المنجزات الأمنية واستشراف التحديات المستقبلية، مشيرا إلى أن الذكرى ليست مجرد محطة احتفالية، بل فرصة لتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسستهم الأمنية من خلال التفاعل الفوري مع انتظاراتهم وتطلعاتهم. وأضاف أن هذه الدورة تسعى لتقوية آليات التواصل المؤسساتي وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين وفق رؤية حديثة ومتطورة.
وتشمل فعاليات المعرض أروقة متعددة تعنى بجوانب مختلفة من العمل الأمني، من بينها فضاءات خاصة بشهداء الواجب، والتقنيات العلمية، والهوية الرقمية، والدوريات الذكية، والسلامة الطرقية، إضافة إلى عروض حية للكلاب المدربة، وقوات التدخل، والمشاة، والخفر بالدراجات والخيالة. كما سيتم تنظيم ندوات علمية تناقش مواضيع راهنة كاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني، والأمن الرياضي، والتحول الرقمي، ما يعكس سعي المؤسسة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية وتعزيز مكانة المغرب في الأمن الدولي.