استراتيجية الحكمة واستراتيجية “بابا نويل”

لم ينجح المغرب في انتخاب السيدة لطيفة أخرباش نائبة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. اليوم هذا الأمر واقع ويجب أن نأخده بجدية.
فإلى أي حد يمكن اعتبار هذا الحدث فشلا ديبلوماسيا ؟

هناك قراءتان : الأولى هي أن الدبلوماسية المغربية اختارت المرشح الخطأ، وأنها لم تتمكن من إقناع عدد كاف من الدول بالتصويت للسيدة أخرباش. وبالتالي تم اتباع استراتيجية سيئة وتستوجب مراجعة كاملة.
القراءة الثانية، هي أن المغرب غاب عن هذه المنظمة لمدة 30 سنة و أن الطبيعة تكره الفراغ.
المغرب كان ممثلا بوزير الخارجية، بينما الجزائر نقلت على عجل وهرولة رئيسها الذي تقمص دور “بابا نويل”، أو “سانتا كلوس” في شهر فبراير، و ذهب بحقائب مليئة بالهدايا عبارة عن أوراق $و€.

أترك لكم التعليق..
شخصيا، أظن أن ممارسة الدبلوماسية في أفريقيا لا تزال، في كثير من الأحيان ولسوء الحظ، تقتصر على الحقائب وليس على المصالح الاستراتيجية للشعوب وأن المغرب انتصر بشكل نهائي في المعركة لفرض القطبية الثنائية بين المغرب ومساندي التطور الإقتصادي لفائدة الدول والشعوب في الاتحاد الافريقي من جهة و بين “حاملي الحقائب” الذين يوزعون الهدايا، للإثراء الشخصي للقادة والمسؤولين من جهة أخرى، وما المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لصالح دول الساحل إلا مثالا صارخا على ذلك.

إن تحديد الإيقاع في المنظمات الأفريقية، حتى لو كانت هناك إخفاقات، يعد إنجازًا في حد ذاته. بشرط ألا يستمر مسلسل الإخفاقات طويلاً !
الصمود دائماً يكلل بالنجاح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

لعنة النيران تصل إلى السوق البلدي بالمحمدية

المنشور التالي

حين تحارب الجزائر “الطواحين” بعد اختيار فرنسا لحليفها الاستراتيجي

المقالات ذات الصلة