بعد أن رسّخت مكانتها كأكبر فاعل في مجال الصحة الخاصة بالمغرب، تتجه المجموعة الصحية AKDITAL إلى توسيع نفوذها خارج الحدود، مستهدفة منطقة الشرق الأوسط. أربع مصحات جديدة سترى النور قريبًا في كل من السعودية والإمارات، في خطوة أولى ضمن خطة توسع إقليمي طموحة. وتعتمد هذه الخطوة، كما في التجربة المغربية، على تغطية تأمينية صحية لا تقل عن 80%، ما يضمن استقطاب عدد كبير من المرضى.
وفي المغرب، تتواصل وتيرة افتتاح المؤسسات الصحية التابعة للمجموعة بوتيرة غير مسبوقة، مما يضع منافسيها في موقف صعب. هذا التوسع يحدث رغم التحديات الكبرى التي يعرفها القطاع، وعلى رأسها الخصاص الحاد في الأطباء والممرضين المؤهلين. وقد سبق أن أثارت محاولة استقدام أطر تمريضية أجنبية موجة من الجدل، عكست حجم التوتر المحيط بسرعة النمو التي يشهدها هذا المشروع الصحي الضخم.
وبنهاية سنة 2024، وصل عدد المصحات التابعة للمجموعة إلى 33 مؤسسة تضم أكثر من 3600 سرير، أي ما يعادل حوالي 22% من إجمالي العرض الصحي في القطاع الخاص بالمغرب. وتُتوقع وتيرة توسع أسرع خلال سنة 2025، ما يجعل من هذه المجموعة قصة نجاح استثنائية في القطاع الصحي، تثير الاهتمام بقدر ما تثير التساؤلات حول خلفياتها ونموذجها.
لكن هذا النجاح لا يخلو من ملاحظات سلبية. فقد بدأ العديد من المرضى والمراقبين في التعبير عن استيائهم من جودة الخدمات المقدمة، التي توصف في كثير من الأحيان بالمحدودة. كما يُلاحظ اعتماد مفرط على أطر طبية حديثة التخرج، ونقص في الكفاءات التمريضية، إلى جانب ضعف في الاستقبال وظروف العمل داخل بعض الوحدات. ورغم هذه الانتقادات، يظل النمو الاقتصادي للمجموعة متواصلاً، في انتظار أن يواكبه تطور ملموس في جودة الخدمات والرعاية.