في مشهد لا يليق بمكانة المغرب كوجهة سياحية واستثمارية، يعيش مستقبلو المسافرين في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء أوضاعًا مزرية منذ سنوات، بسبب منعهم من دخول بهو المطار لانتظار ذويهم. هذا الإجراء، الذي لا تُقدَّم بشأنه تبريرات واضحة، يدفع المواطنين إلى الانتظار خارج المطار في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من الكرامة والراحة.
الزوار، من مختلف الأعمار، يُجبرون على الوقوف لساعات طويلة في العراء، وسط غياب تام للمرافق الصحية أو أماكن مخصصة للاستراحة، مما يحوّل استقبال الأحباب إلى معاناة حقيقية. وتزداد معاناة العائلات في ساعات الليل أو خلال موجات البرد والحر، في ظل انعدام أي بنية لاحتضانهم ولو مؤقتًا.
وفي الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاحتضان تظاهرات دولية كبرى ويروّج لصورة بلد الانفتاح والضيافة، فإن هذا الوضع في أكبر مطار بالمملكة يبعث برسائل سلبية تمس بصورة البلاد. وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المسؤولة لإعادة النظر في هذه السياسات وتوفير الحد الأدنى من شروط الكرامة والاحترام للمواطنين والمقيمين والزوار.
