في تعليق لافت على الموجة الاحتجاجية التي أطلقتها حركة GenZ212، اعتبرت الأستاذة الجامعية والفاعلة المدنية رقية أشمال أن هذه المسيرات تمثل محطة نوعية في التعبير الشبابي بالمغرب، مؤكدة أنها تحمل رسائل سياسية واجتماعية تستوجب الإصغاء الجاد من طرف الدولة ومؤسساتها.
وقالت أشمال في تدوينة على حسابها بـ”الفايسبوك” إن الاحتجاجات الأخيرة تكشف عن انتقال الشباب من فضاء التعبير الرقمي إلى الشارع، في خطوة وصفتها بـ”الانتقال النوعي” الذي يعكس جدية المطالب، مشيرة إلى أن البلاغات الصادرة عن الحركة جاءت متحررة من أي تأطير حزبي أو إيديولوجي.
وأكدت أن هذه التحركات اتسمت بـ”السلمية والانضباط”، وأن المشاركين فيها يعبرون عن جيل جديد يسعى لإيصال صوته بعيداً عن أي محاولة للاستغلال السياسي. ونقلت بعض الشعارات التي رددها المحتجون، مثل: “خرجنا لأننا في بلدالديمقراطية” و“خرجنا ونحن لا ننتمي لأي حزب أو جهة”.
وأضافت أن المطالب المرفوعة تمحورت حول العدالة الاجتماعية وحق الشباب في التعليم والصحة والتشغيل، مع ملاحظة لافتة أن الخطاب هذه المرة كان موجهاً بالأساس إلى المؤسسة الملكية باعتبارها تحظى بمستويات عالية من الثقة الشعبية مقارنة بباقي المؤسسات الرسمية.
وفي ختام تصريحها، شددت أشمال على أن “المقاربة الأمنية كانت تاريخياً كلفة مضاعفة للدولة والمجتمع، ورفعت من كلفة الهدر المركب للجهود والكفاءات والزمن”، داعية إلى اليقظة والحكمة وسعة الصدر في التعاطي مع أصوات الشباب، قبل أن تطرح سؤالاً حاسماً: “ماذا بعد استنفاد الشباب لكل ضمانات الثقة في المؤسسات؟”.