استقبلت الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”، التي احتضنتها مدينة وجدة من 7 إلى أمس الأحد 12 أكتوبر الجاري، أزيد من 60 ألف زائر، في رقم قياسي غير مسبوق مقارنة بالدورة السابقة التي سجلت حوالي 50 ألف زائر، وفق ما أعلنه الكبير حنو، مدير قطب التنمية بوكالة تنمية جهة الشرق.
وأوضح حنو، خلال ندوة صحفية خصصت لعرض حصيلة هذه الدورة أمس الأحد 12 أكتوبر 2025، أن المعرض، المنظم حول شعار “أن نقيم في العالم ونكتبه”، شكل فضاء مفتوحا للحوار والتبادل الثقافي، حيث تميز بتنظيم نحو 20 مائدة مستديرة بمشاركة نخبة من المثقفين المغاربة والأجانب الذين ناقشوا قضايا فكرية وأدبية متنوعة. كما استقبل الفضاء المخصص للشباب حوالي 18 ألف مشارك من مدينة وجدة وجهة الشرق، أتيحت لهم حرية اختيار الأنشطة والمشرفين عليها، في تجربة تفاعلية مميزة.
وفي سياق متصل، أبرز المسؤول أن المعرض عرف زيارة تلاميذ من 112 مؤسسة تعليمية، إضافة إلى تنظيم برنامج “خارج الأسوار” الذي شمل ثلاث ورشات داخل السجن المحلي بوجدة بتعاون مع إدارة المؤسسة السجنية، حيث ناقش كتاب مغاربة روايات وأعمالا أدبية مع النزلاء، إلى جانب محاضرات داخل الجامعات والمدارس، ومعرض فني موازٍ.
وأكد حنو أن دور النشر المشاركة، والتي عرضت أحدث إصداراتها الأدبية والفكرية، تمكنت من بيع ما يقارب 40 في المائة من الكتب المعروضة، في مؤشر على الإقبال الكبير من الجمهور. كما شهدت الدورة توقيع أكثر من 60 كتابا، من بينها إصدارات لطلبة وشباب قدموا أعمالا أدبية جديدة، مما عزز روح الإبداع والانفتاح لدى الجيل الجديد من الكتّاب.
من جهته، عبر محمد امباركي، رئيس المعرض والمدير العام لوكالة تنمية الشرق، عن ارتياحه للنجاح الذي عرفته الدورة الخامسة، سواء من حيث جودة التنظيم أو غنى النقاشات والمحتوى الثقافي. وأكد أن المعرض جسد فضاء حرا للحوار دون قيود، وجمع مثقفين وناشرين من مختلف القارات، مما أضفى عليه بعدا عالميا ورسخ مكانة وجدة كمنارة ثقافية على الصعيدين المغاربي والأورو-متوسطي.
ويعد المعرض المغاربي للكتاب أحد أبرز التظاهرات الثقافية في المنطقة الشرقية، حيث يسعى إلى تعزيز مكانة وجدة كـ”عاصمة للكتاب والقراءة”، وإبراز الدور الريادي للمغرب في دعم الثقافة والإبداع. وقد نظمت هذه الدورة بشراكة بين وكالة تنمية جهة الشرق، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية الجهة، ومجلسها، وجامعة محمد الأول، إلى جانب عدد من المؤسسات العمومية، في إطار رؤية مشتركة لترسيخ الثقافة كرافعة للتنمية والتقارب الحضاري.